243 عامًا من التاريخ السويدي مهددة بالقصف والطائرات المسيّرة

السويديون في أوكرانيا تحت القصف اليومي. tv4

دال ميديا: بين أصوات القذائف وصفارات الإنذار، تذوي آخر أنفاس الحياة في قرية غامالسفينسبي (Gammalsvenskby) الأوكرانية، التي شكّلت لأكثر من قرنين رمزا نادرًا للوجود السويدي خارج حدود الوطن. اليوم، ومع تصاعد الهجمات الروسية عبر القصف المدفعي والطائرات المسيّرة، فقدت القرية 99% من سكانها، ولم يتبقَّ سوى عشرة أشخاص، يُرجَّح أن يُجبروا على المغادرة خلال ساعات.

“يقصفون كل يوم… لا ماء، لا كهرباء، لا طعام”، تقول ليليا مالماس، ربة منزل من سكان القرية، لمراسل قناة TV4، بينما تتحدث بعينين ملؤهما الغضب والأسى.

غامالسفينسبي ليست مجرد قرية؛ إنها قطعة من التاريخ السويدي في قلب أوكرانيا، تأسست قبل 243 عامًا من قبل مستوطنين سويديين، وظلت رمزًا لامتزاج الثقافات والهوية العابرة للحدود. اليوم، قد تُمحى هذه الصفحة إلى الأبد تحت وقع القنابل.

“لا ملجأ لنا… والعالم يجب أن يتحرك”

في قلب المشهد، تحوّل اجتماع عادي إلى اجتماع أزمة. من بقي من السكان، وبينهم كبار في السن، لا يجدون ما يحمون به أنفسهم من القصف اليومي. يقول رئيس البلدية ميكولا كوريفتشاك:
“العدو يمتلك الآن أسلحة أكثر تطورًا… لا نستطيع حماية المدنيين، ونطلب من آخر من تبقّى أن يغادروا فورًا سيرًا على الأقدام، إن لزم الأمر.”

ويتابع: “الوضع كارثي، والخطر على الحياة لحظي ومستمر.”

العلم السويدي يرفرف… في قرية بلا ناس

أثناء زيارة TV4، قام السكان برفع العلم السويدي في لفتة رمزية مؤثرة، ربما تكون الأخيرة.
“الناس عاشوا هنا لمئات السنين، والآن لم يبقَ أحد تقريبًا، وكل شيء مدمَّر”، تقول المعلمة إيرينا كوربييفا.

المطالب واضحة من السكان:
“العالم يجب أن يقف موحدًا في وجه بوتين. يجب طرده من الأراضي الأوكرانية. لا مكان للحياد الآن،” تقول مالماس، في نداء يائس للعالم الخارجي.

ما يحدث في غامالسفينسبي ليس مجرد فصل من الحرب، بل نهاية ثقافية وتاريخية لمجتمع ظل صامدًا قرونًا، قبل أن يُقصف حرفيًا حتى الانقراض.

المزيد من المواضيع