
أظهرت دراسة جديدة أن السويد ستحتاج إلى 88 عاماً لتحقيق التوظيف الكامل في قطاع الرعاية الصحية الأولية، مما يثير القلق بشأن مستقبل هذه الخدمة الحيوية. وتبين أن المناطق بحاجة إلى توظيف ضعف عدد الأطباء المتخصصين في الطب العام مقارنة بالوضع الحالي.
تحذيرات من الأوضاع الراهنة
وذكرت يلفا ساندستروم، رئيسة الجمعية السويدية لأطباء الأسرة، أن هناك تردداً من المسؤولين في معالجة هذه المشكلة الخطيرة. ووفقاً لتقرير الجمعية، فإن التوقعات بشأن الرعاية الأولية قاتمة، حيث يتوقع عدم بلوغ الرعاية الصحية الأولية مستوى التوظيف الكامل خلال العقد المقبل، بينما قد لا تصل بعض المناطق، مثل أوبسالا وكورونوبيرغ ودالارنا، إلى هذا المستوى على الإطلاق.
الاستثمار في التعليم والتوظيف
دعت ساندستروم السياسيين إلى اتخاذ خطوات عاجلة لزيادة عدد المقاعد المخصصة للتدريب والتوظيف. وأشارت إلى أن الأرقام الحالية غير كافية، وطالبت بزيادة كبيرة في عدد الأطباء المتدربين (ST-läkare) لتحقيق الأهداف المحددة.
معايير التوظيف ومقارنة بالواقع
تحدد معايير الخدمة الصحية السويدية، التي صدرت في أبريل 2022، أن طبيب الأسرة يجب أن يكون مسؤولاً عن 1,100 نسمة، بينما يجب أن يتولى كل طبيب متدرب رعاية 550 نسمة. بناءً على هذه المعايير، قامت الجمعية بتقدير عدد الأطباء اللازم توظيفهم في المناطق المختلفة لتحقيق التوظيف الكامل.
استثناء واحد: يامتلاند-هارييدالين
من بين جميع المناطق، تظهر يامتلاند-هارييدالين كمثال ناجح، حيث تحتوي على 103 طبيب أسرة مقارنة بالمعيار المطلوب وهو 104. يعود الفضل في ذلك إلى التحركات الاستباقية التي اتخذتها المنطقة منذ عام 2013، حيث فرضت حظراً على استئجار الأطباء، مما أدى إلى أزمة صحية.
وتحولت المنطقة إلى تعليم كوادرها بدلاً من الاعتماد على التوظيف من مناطق أخرى، مما جعلها تتصدر في عدد الأطباء المتدربين لكل نسمة.
الحاجة للاستثمار المستدام
تتطلب عملية تعليم طبيب الأسرة في المتوسط ثمانية أعوام، ولا بد للسلطات المحلية من الالتزام باستثمارات طويلة الأمد لحل أزمة التوظيف. وتؤمن ساندستروم أن يامتلاند-هارييدالين يمكن أن تكون نموذجاً يحتذى به لبقية المناطق.
إن أزمة الرعاية الصحية الأولية في السويد تتطلب استجابة عاجلة من السلطات لضمان توفير خدمات صحية عالية الجودة لجميع المواطنين.
المصدر: tv4