هل تُركت أوروبا لمصيرها؟ السويد تدعو لتحديث استراتيجيتها الأمنية بعد إقصائها من مفاوضات أوكرانيا

ماغدالينا أندرشون، زعيمة الاشتراكيين الديمقراطيين. Foto: Pontus Lundahl / TT

دال ميديا: تسببت المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن أوكرانيا في هزة دبلوماسية كبرى داخل أوروبا، حيث بات واضحًا أن القرار بإقصاء الدول الأوروبية من هذه المفاوضات قد يؤدي إلى مخاطر أمنية جديدة بدلًا من تحقيق الاستقرار.

“ما يحدث ليس مفاوضات سلام حقيقية، بل ترتيبات قد تزيد من احتمالية اندلاع حروب جديدة”، تقول ماغدلينا أندرشون، زعيمة حزب الاشتراكيين الديمقراطيين السويدي، معربة عن قلقها إزاء التحولات السريعة في المشهد الأمني الأوروبي.

انقسام بين أوروبا وواشنطن حول التهديد الروسي

خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ، صعّد نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس من حدة التوتر بين ضفتي الأطلسي، معتبرًا أن الخطر الأكبر الذي يهدد أوروبا ليس روسيا، بل مشاكلها الداخلية، وهو ما أثار استياءً واسعًا بين القادة الأوروبيين الذين لا يزالون يعتبرون موسكو التهديد الأساسي لأمنهم.

“من الواضح أن هناك اختلافًا جوهريًا في الرؤية بين أوروبا والولايات المتحدة حول الأمن الإقليمي، وهذا يضع التعاون عبر الأطلسي أمام اختبار صعب”، تضيف أندرسون.

وترى أن المحادثات بين واشنطن وموسكو ليست سوى محاولة لإعادة رسم خارطة النفوذ في أوكرانيا، حيث قد تسعى روسيا للسيطرة على المزيد من الأراضي الأوكرانية، بينما تحاول الولايات المتحدة ضمان حصتها من الموارد المعدنية في البلاد.

تحول استراتيجي أمريكي وأوروبا أمام واقع جديد

يؤكد ميكائيل أوسكارشون، عضو حزب الديمقراطيين المسيحيين، أن الولايات المتحدة أعادت ترتيب أولوياتها الأمنية منذ سنوات، حيث ترى في الصين التهديد الأول، مما جعلها تقلل اهتمامها بالأمن الأوروبي.

“هذه ليست مفاجأة، فقد كانت الإشارات واضحة خلال السنوات الأربع الماضية، أمريكا تعتقد أن عليها تركيز مواردها في آسيا”، يقول أوسكارشون، مشيرًا إلى أن أوروبا أخطأت بالاعتماد المفرط على الحماية الأمريكية دون الاستثمار الكافي في دفاعها الذاتي.

“لقد اختبأنا طويلاً خلف المظلة الأمريكية ولم نتحمل مسؤولية أمننا الخاص. الآن حان الوقت لتغيير ذلك”، يضيف أوسكارشون، مؤكدًا أن على أوروبا تعزيز قدراتها الدفاعية بشكل عاجل.

هل تستطيع أوروبا الصمود بدون أمريكا؟

مع استمرار التحولات الجيوسياسية والتوتر المتزايد بين الغرب وروسيا، يواجه الاتحاد الأوروبي معضلة صعبة: هل يستطيع بناء قوة دفاعية موحدة ومستقلة، أم سيظل رهينًا لمعادلات القوة التي ترسمها واشنطن وموسكو؟

في ظل هذا الواقع الجديد، تتزايد الدعوات داخل أوروبا لإعادة تقييم استراتيجيات الأمن القومي، فهل تتمكن القارة العجوز من استعادة زمام المبادرة، أم أن التطورات الأخيرة ستجعلها أكثر هشاشة من أي وقت مضى؟

المصدر: svt

المزيد من المواضيع