دال ميديا: اختتمت القمة الأوروبية التي عقدت في لانكستر هاوس بلندن بمشاركة عدد من قادة الدول الأوروبية، حيث ناقش المجتمعون سبل دعم أوكرانيا عسكريًا وسياسيًا في مواجهة الحرب المستمرة، بالإضافة إلى العمل على خطة سلام أوروبية مشتركة لعرضها على الولايات المتحدة.
و ذكرت قناة tv4 نقلا عن رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون، انه وصف الاجتماع بأنه كان “جدياً وحازماً”، مشيرًا إلى أن القادة المجتمعين ناقشوا التحديات الأمنية التي تواجه أوكرانيا والدور الذي يمكن أن تلعبه الدول الأوروبية في تعزيز قدراتها الدفاعية. وأكد كريسترسون أن جميع الدول الحاضرة متفقة على ضرورة استمرار الدعم القوي لأوكرانيا، لكنه أشار إلى أن خيار انضمام كييف للناتو لا يزال غير متاح حاليًا، مما يستوجب إيجاد حلول بديلة لضمان أمنها.
في سياق متصل، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن بلاده، بالتعاون مع فرنسا ودول أوروبية أخرى، تعمل على إعداد خطة سلام شاملة لأوكرانيا، سيتم تقديمها إلى البيت الأبيض لضمان توافق غربي أوسع حول مستقبل الصراع. وأوضح ستارمر أن أوروبا يجب أن تتحمل مسؤولية أكبر في أمن القارة، لكنها ستظل بحاجة إلى دعم الولايات المتحدة لضمان تنفيذ أي اتفاق مستقبلي. وأضاف أن أي تسوية سلمية يجب أن تتم وفقًا لشروط أوكرانيا، مشددًا على أن روسيا لا يمكنها فرض إملاءاتها على أي اتفاق مستقبلي.
ضمن إطار القمة، أُعلن عن اتفاق عسكري جديد بين بريطانيا وأوكرانيا، يتضمن تخصيص 1.6 مليار جنيه إسترليني لمساعدة كييف في شراء 5,000 صاروخ دفاع جوي، وذلك بهدف تعزيز قدراتها الدفاعية ضد الهجمات الجوية الروسية، وهو ما يعكس التزام لندن بتقديم دعم عسكري ملموس ومستدام.
القمة التي استضافها ستارمر جاءت وسط تصاعد التوترات الدولية واستمرار الضغوط على أوكرانيا، في وقت تسعى فيه العواصم الأوروبية إلى تعزيز استراتيجياتها الدفاعية وتقليل اعتمادها على المظلة الأمنية الأمريكية. ستارمر وصف الوضع الأمني في أوروبا بأنه “لحظة تاريخية نادرة” تتطلب تحركًا جادًا من القادة الأوروبيين، مشددًا على أن القارة أمام مفترق طرق حاسم يتطلب قيادة قوية وتنسيقًا أمنيًا غير مسبوق.
في ظل هذه التطورات، تتجه الأنظار إلى كيفية تفاعل الولايات المتحدة مع خطة السلام الأوروبية، وما إذا كانت ستدعمها بشكل كامل أم ستبقى ملتزمة بموقفها التقليدي الداعم لمواصلة المواجهة العسكرية المباشرة مع روسيا.