دال ميديا: أصدر باحثون من مدرسة أستون للأعمال في بريطانيا تقريرًا تحذيريًا يكشف أن حرب ترامب التجارية قد تكلف الاقتصاد العالمي 14 تريليون كرونة، مما ينذر بـركود اقتصادي عالمي.
ويرى أوليكساندر شيبوتيلو، أستاذ الاقتصاد وأحد مؤلفي التقرير، أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تباطؤ اقتصادي واسع، لكنه يوضح:
“ليست نهاية العالم، لكنها ستجعل الجميع أكثر فقراً.”
خطط ترامب: هل تؤتي ثمارها؟
قبل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الرسوم الجمركية الجديدة، توقع التقرير أن تكون الرسوم بنسبة 25% على جميع المنتجات، لكن الإعلان الفعلي جاء بتحديد 10%، مع فرض رسوم فردية على بعض الدول.
وصف شيبوتيلو هذه الخطوة بأنها “كابوس” للإدارة الجمركية الأمريكية، مشيرًا إلى أن تطبيق هذه الرسوم بشكل فعال سيخلق فوضى على الحدود.
وأضاف:
“العملاء الأمريكيون سيشعرون بزيادة الأسعار ونقص السلع فوراً.”
سيناريوهات الركود
في أسوأ الحالات، إذا ردت جميع الدول بالمثل على الرسوم الأمريكية، فقد ينخفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 1.3%.
أما بالنسبة للسويد، فتشير التقديرات إلى انخفاض بنسبة 1% في التجارة و0.12% في الناتج المحلي الإجمالي. وفي حال رد الاتحاد الأوروبي برسوم بنسبة 20%، يمكن أن تتضاعف الخسائر.
يقول شيبوتيلو:
“بالنسبة لبعض الدول، ستكون التداعيات مدمرة. أما السويد، فستكون أقل تأثراً ولكنها لا تزال مقلقة.”
صعوبة إعادة التصنيع في أمريكا
يحاول ترامب من خلال سياساته تقليل العجز التجاري وزيادة الإنتاج المحلي، لكن الخبراء يحذرون من أن تحقيق ذلك يتطلب وقتًا طويلاًواستثمارات ضخمة.
ويضيف شيبوتيلو:
“لن يكون الأمر سهلاً. سيتعين استيراد المعدات والآلات، وقد لا تكون الوظائف الجديدة جذابة للأمريكيين.”
يشير الخبير إلى أن إعادة الصناعات التقليدية قد تجعل الاقتصاد الأمريكي يشبه اقتصادات الدول منخفضة الدخل مثل لاوس وبنغلاديش.
الاتحاد الأوروبي: كيف يتصرف؟
ينقسم الخبراء حول رد فعل الاتحاد الأوروبي. إذا كانت الرسوم الجمركية مجرد تكتيك تفاوضي من ترامب، فيمكن الرد بنفس الأسلوب. أما إذا كانت الخطوة تهدف إلى إعادة الإنتاج إلى الولايات المتحدة بشكل دائم، فقد يكون من الأفضل توجيه الاستثمارات نحو دول أخرى.
يقول شيبوتيلو:
“إذا كان الهدف هو إعادة الإنتاج إلى أمريكا، فقد يكون من الأفضل تركها وشأنها، والتركيز على التجارة مع دول مثل الصين وفيتنام وكوريا الجنوبية.”
ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن زيادة المنافسة من هذه الدول قد تدفع أوروبا نحو السياسات الحمائية، مما يفاقم الأزمة.
ما هي الخيارات المطروحة؟
تواجه الدول الأوروبية تحدياً كبيراً في كيفية التعامل مع السياسات التجارية الأمريكية. إذا كان الرد عبر فرض رسوم مضادة، فقد يؤدي ذلك إلى تصعيد اقتصادي خطير.
لكن إذا قررت أوروبا البحث عن شركاء تجاريين جدد، فقد تتعرض أسواقها لتدفق الواردات الرخيصة من آسيا، مما يضع ضغوطاً على المنتجين المحليين.
هل ستنجح سياسة ترامب؟
مع استمرار التوترات التجارية، يبقى العالم في حالة ترقب. في ظل احتمالية خسارة 14 تريليون كرونة من الاقتصاد العالمي، تتساءل الدول: هل تستحق هذه الحرب التجارية الثمن الباهظ؟
في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة، يبقى الاقتصاد العالمي في مهب الريح، وسط جهود مكثفة لتجنب كارثة اقتصادية جديدة.
المصدر: omni