دال ميديا: بينما كان طلاب الثانوية العامة يغرقون في أوراق الامتحان، جاءت المراقبة هذه المرة من السماء. لا كاميرات، لا مشرفين صارمين، بل… طائرة “درون” تحوم فوق الرؤوس!
في مشهد غير مألوف، أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر موجة من الجدل، حيث ظهر مدرس كيمياء يستخدم طائرة درون لمراقبة طلابه داخل قاعة دروس خصوصية أثناء خضوعهم لاختبار تجريبي.
الفيديو، الذي صُوّر من داخل القاعة، أظهر طلابًا متراصين في قاعة مكتظة، بينما تطير طائرة صغيرة فوقهم، تصدر أزيزًا مزعجًا لا ينقطع.
محاولة ابتكار… أم تشويش “جوي”؟
المدرس الذي وثّق التجربة بدا مقتنعًا بفعالية “الدوريات الجوية” في رصد ومنع حالات الغش، لكن رواد منصات التواصل لم يكونوا بنفس الحماس.
تعليقات المنتقدين شككت في جدوى الفكرة، مشيرين إلى أن “التكدس والتقارب بين الطلاب كفيل بأن يجعل الغش ممكنًا في اللحظة التي تبتعد فيها الدرون”، مضيفين أن الطائرة لن تستطيع التفرقة بين من يغش ومن ينظر في ورقته!
أما الأساتذة، فكان لهم رأي آخر. أحدهم كتب:
“أنا كأستاذ جامعة أرفض هذا النوع من المراقبة… الطائرة تشتت تركيز الطلاب وتخلق جوا من القلق، وهذا يتنافى مع أبسط مبادئ البيئة التعليمية السليمة.”
تعليم أم فيلم خيال علمي؟
بعيدًا عن الطرافة، فتح الفيديو نقاشًا واسعًا حول مدى تحول التعليم في مصر إلى تجربة قائمة على الضغط والمراقبة أكثر من الفهم والتحفيز.
فهل تحوّلت قاعات الدروس الخصوصية إلى معسكرات تأهب أمني؟
وهل تكون “الدرون” أداة رقابية حقيقية أم مجرد وسيلة لخلق استعراض غير فعال؟
ما بين مؤيد يعتبرها حلًا تكنولوجيًا ذكيًا، ورافض يرى فيها انتهاكًا لخصوصية الطالب وتشتيتًا للتركيز، يبقى المشهد شاهدًا على حجم الضغط الذي يُمارس في موسم الامتحانات، حتى لو كان من السماء.