دال ميدا: مَن كان يتخيل أن كأسًا في حفلة أو نزهة تزلج قد يكلفك رخصة قيادتك ووظيفتك أيضاً؟
هذا بالضبط ما حدث مع لين غوستافسون، ممرضة الإسعاف من كارلستاد، التي وجدت نفسها فجأة في مواجهة قرار قاس من مصلحة النقل السويدية (Transportstyrelsen).
القصة بدأت في نوفمبر 2023، عندما أجرت لين فحوصات روتينية لوظيفتها الجديدة، بينها اختبار دم يعرف باسم PEth-test، والذي يُستخدم لكشف تعاطي الكحول.
النتيجة؟ ارتفاع طفيف في المؤشرات، بعد سهرتين عابرتين: واحدة عقب حفلة، وأخرى بعد رحلة إلى جبال الألب.
الطبيب قال لا مشكلة… ولكن القوانين لها رأي آخر!
رغم أن طبيبها الخاص أكد خطيًا أنها لا تعاني لا من الإدمان ولا من سوء استخدام الكحول، إلا أن مصلحة النقل رأت الأمور بشكل أكثر دراماتيكية:
“مخاطر محتملة، يجب سحب رخصة القيادة!”
والنتيجة؟
-
فقدت لين رخصتها
-
فقدت عملها في قسم الإسعاف
-
وأُجبرت على إعادة رسم مسار حياتها بالكامل
“صرخت من شدة الصدمة عندما تلقيت القرار، لم أفهم شيئًا”، قالت لين، وهي لا تزال تحاول استيعاب ما جرى.
اختبارات مشكوك فيها؟
الخبراء بدورهم لم يصمتوا:
وفقًا للدكتورة لينا نيرهاغين، محاضرة في جامعة دالارنا، فإن اختبار PEth قد يشير إلى استهلاك للكحول لكنه لا يحدد بدقة الكمية أو مدى الخطورة.
بمعنى آخر: النتيجة قد تكون أحيانًا مثل قراءة الطالع — بها شيء من الحقيقة، ولكنها تفتح بابًا كبيرًا للتأويل.
رغم ذلك، تصر مصلحة النقل على أن اختبارات PEth “موثوقة”، وتقول إنها تجري تقييمات فردية في كل حالة.
هل هناك ضوء في نهاية النفق؟
حاليًا، تعمل لين في قسم الطوارئ بمستشفى كارلستاد، بعد أن خسرت استئنافها في المحاكم.
لكنها لم تستسلم: مركز العدالة في السويد (Centrum för rättvisa) تبنّى قضيتها، ولين تؤكد:
“سأواصل القتال لاستعادة كرامتي… ولن أقبل أن تُلصق بي تهمة الإدمان ظلماً.”
وفي الأثناء، أعلنت وزارة البنية التحتية أن مراجعة شاملة لقواعد اختبارات الكحول في قضايا رخص القيادة جارية — ولكن كالمعتاد، التغيير في السويد يأتي بسرعة السلحفاة… لو كانت السلحفاة مترددة أيضًا.
المصدر: TV4