دال ميديا: كهرباء متقطعة، ماء شحيح، أبواب مدعّمة ضد السرقة، ودراجات هوائية لتوليد الطاقة… هذا ليس مشهدًا من مسلسل نهاية العالم، بل تجربة واقعية مفتوحة للزوار في جامعة تشالمرز التقنية في مدينة يوتبوري، حيث أطلق مشروع HSB Living Lab، مشروعًا مثيرًا للقلق تحت عنوان “عِش يومًا في عام 2050″.
الهدف؟ ليس تخويف الناس، بل تحفيزهم على التفكير والتصرف قبل أن يتحوّل هذا السيناريو إلى واقع.
دراما مستقبلية… مناخية واجتماعية
داخل شقة المستقبل التي جُهّزت بكل تفاصيل الانهيار المحتمل، يعيش الزائر سيناريو مريرًا:
-
يجب عليه ركوب دراجة لتوليد الكهرباء في حال انقطاعها،
-
يتعامل مع نقص المياه بعدما أدت الفيضانات إلى شلل شبكات الصرف،
-
يركّب دروعًا للوقاية من العواصف،
-
ويغلق بابًا مدرعًا في وجه موجة جرائم متوقعة مع انهيار النظام.
كل ذلك نتيجة سيناريوهات مبنية على نماذج مناخية حقيقية وتقارير بحثية موثوقة.
إيما سارين، مديرة المشروع، لا تترك مجالًا للغموض:
“إذا استمررنا على نفس النهج دون تغييرات، فهذه صورة واقعية تمامًا لما قد يبدو عليه المستقبل.”
من المخيلة إلى غرف القرار
المشروع موجّه خصيصًا إلى صنّاع القرار في قطاع البناء والتخطيط العمراني. وهو لا يكتفي بعرض المخاطر، بل يقدّم نموذجًا تعليميًا عمليًا لما يمكن أن يحدث إن استمرت السياسات على ما هي عليه.
مشروع HSB Living Lab ليست مجرد شقة، بل مختبر بحثي سكني فعلي، حيث يتم التحكم في التدفئة والمياه والكهرباء لمحاكاة سيناريوهات واقعية. بعد الانتهاء من التجربة، يتم جمع النتائج ومشاركتها مع مؤسسات معنية، بهدف تحفيز إصلاحات جوهرية في طريقة بناء المدن والبنية التحتية في السويد.
تمويل حكومي ورسالة تحذيرية
المشروع تموّله مؤسسة Vinnova الحكومية، والتي تسعى إلى دعم الابتكار في السويد وتعزيز التنمية المستدامة. ويأمل القائمون عليه أن تُثير التجربة حوارًا عامًا حقيقيًا حول ما ينتظرنا، ما لم نتخذ قرارات جذرية اليوم.
المشروع لا يهدف إلى تخويف الناس بقدر ما يهدف إلى إشراكهم في رسم بدائل واقعية. فالديمقراطية المناخية تبدأ – على ما يبدو – من غرفة معيشة صغيرة في يوتبوري.
المصدر: قناة tv4