“طلاب بذكاء خارق… وإملاء كارثي؟!” جامعات سويدية في حيرة من جيل لا يقرأ… لكنه ينجح!

الجامعات السويدية . SVD

دال ميديا: في زمنٍ لا تُعد فيه علامات القبول المرتفعة دليلاً كافياً على جودة التعليم، يجد أساتذة الجامعات السويدية أنفسهم في مواجهة جيلٍ من الطلبة الذين لا ينقصهم الطموح، لكن تنقصهم أدوات التعبير. والنتيجة؟ أوراق امتحان مليئة بالأخطاء الإملائية، وإجابات بحجم “تويتة”، ومفردات تكاد تنقرض.

البداية من أروقة جامعة أوبسالا، حيث لم تُخفِ البروفيسورة كارين بروكي، أستاذة علم النفس، دهشتها من تحوّل الامتحانات التحريرية إلى اختبار في فكّ الطلاسم. “أحيانًا أطلب من الطالب أن يشرح إجابته شفهيًا، فقط لأفهم ما كتب!” تقول بروكي، مشيرة إلى أن السنوات العشر الأخيرة شهدت تراجعًا ملموسًا في المهارات الكتابية والقرائية.

ورغم أن برنامج علم النفس بالجامعة يُعد من أكثر البرامج انتقائيةً في السويد، إلا أن الطلبة – بحسب بروكي – يواجهون صعوبة في استيعاب النصوص الطويلة، ويطالبون بتعليمات دقيقة قبل الامتحانات، تصل حدّ السؤال عن رقم الصفحة المطلوب دراستها، وكأن الغموض الأكاديمي بات عدواً قومياً.

أما في جامعة لوند، فقد اضطر قسم العمارة إلى تعديل المنهج واستبدال الكتب المعتمدة بمواد مبسطة، بل وافتتاح دورة في الكتابة الأكاديمية. المحاضر ماتس هولتمان يتحدث بأسى عن مفردات ضائعة من القاموس الطلابي، مثل “بروليتاريا”، والتي لم يعرف معناها أحد من طلابه. وعلى ما يبدو، فإن من عاش في زمن النضال الطبقي، لا يُتوقع منه أن يفهم جيل “الواي فاي”.

هولتمان يضيف أن معلومات الطلبة التاريخية باتت تتطلب “مفاتيح ترجمة”، فهو لم يعد واثقًا إن كانوا يميزون بين الإمبراطورية الرومانية و”روم” على الخريطة.

الوضع لا يختلف كثيرًا في جامعة غوتنبرغ، حيث يُلاحظ المحاضر ماتس بيرسون تحوّلًا في طريقة تعامل الطلبة مع المسائل القانونية. “البعض يعتقد أن الخطأ في السؤال، لا في إجابته!” يقول بيرسون متعجبًا من جرأة بعض الطلبة الذين يعترضون على تمارين لا يفهمونها، وكأن الفهم صار حقًا مكتسبًا لا مهارة مكتسبة.

ورغم هذا، لا ينكر الأساتذة أن معظم الطلبة ما زالوا يتمتعون بالذكاء والاجتهاد، لكنهم يؤكدون أن شكل التعلم تغيّر. فاليوم، لم يعد الكتاب المصدر الوحيد، بل أصبح الفيديو والمحتوى التفاعلي وسيلة مفضّلة لفهم العالم. وهذا ما أكده الطالب جاكوب هيوورتسبيري، الذي رأى أن الجيل الحالي يتعلم بطريقة “متعددة الوسائط” ولا يعتمد فقط على الحفظ التقليدي.

أما الطالبة نورا أكيلا، فترى أن العصر الرقمي فتح الأبواب لمصادر متنوعة، وأن اللجوء إلى “الشات” ووسائل التواصل أصبح جزءًا من رحلة التعلم.

ومع أن السويد ليست على أبواب انهيار أكاديمي – كما يطمئننا الأستاذ بيرسون – إلا أن التحديات الجديدة تطرح أسئلة مهمة حول طبيعة التعليم، وعمّا إذا كانت جامعاتنا تُخرج مثقفين… أم مجتهدين بشروط العصر الرقمي.

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع