دال ميديا: يبدو أن إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم ومالك كل ما يلمع إلكترونيًا، فقد مقعده في الصف الأمامي من المسرح السياسي الأميركي.
فبعد أن كان يُذكر على لسان دونالد ترامب كما يُذكر القهوة صباحًا، غاب اسمه تمامًا عن منصة “تروث سوشيال” منذ مارس الماضي، بحسب ما كشفه تقرير لموقع Politico.
التحوّل لم يكن فجائيًا، بل نتيجة استراتيجية جمهورية محسوبة، وفقًا لمحللين سياسيين، على رأسهم جاكوب ستينبرغ، الذي يقولها صراحة:
“الجمهوريون يريدون أموال ماسك، لكنهم لا يريدونه على المنصة ممسكًا بمنشار سياسي.”
إشارة غير مباشرة إلى الشخصية “غير القابلة للترويض” لماسك، الذي رغم ثروته ودعمه المالي السخي لحملة ترامب (حوالي 290 مليون دولار)، بات يشكل عبئًا على الصورة السياسية للتيار المحافظ أكثر من كونه مكسبًا رمزيًا.
التحليل السياسي ليس الوحيد في المشهد. فوفق Politico، من المقرر أن يُغادر ماسك منصبه في وزارة الكفاءة الحكومية الأميركية (DOGE) نهاية مايو، في خطوة قد تبدو شكلية، لكنها تؤشر على فك ارتباط رسمي بينه وبين الإدارة الجمهورية.
لكن المفارقة؟ هذه ليست أنباء جيدة للديمقراطيين.
فوجود “الرئيس وأغنى رجل في العالم جنبًا إلى جنب” – حتى ولو بصفة الخصومة – كان دائمًا مادة رمزية دسمة تخدم المعركة الإعلامية الليبرالية.
وبانسحابه التدريجي، قد يفقد الديمقراطيون هذا “الخصم المثالي” الذي لطالما أحبوا أن يكرهوا.
أما ماسك؟ فهو، كما قال في منتدى قطر الاقتصادي، “يعتقد أنه فعل ما يكفي”، في إشارة إلى نيته تقليل التبرعات السياسية.
لكن ستينبرغ يشكك:
“قال في 2024 إنه لن يدعم أي مرشح… ثم موّل حملة ترامب بمئات الملايين. لا أعتقد أنه سيبتعد فعلاً، لقد تذوّق طعم السياسة.”
السياسة الأميركية إذًا لم تُنهِ علاقتها بإيلون ماسك… بل وضعت العلاقة على الوضع الصامت.