باحثون يحذرون: الخناق ينتشر بين المهاجرين في أجزاء من أوروبا دون أن يشعر أحد

مرض "الخناق" يعود إلى أوروبا بشكل لم يُشهد منذ 70 عامًا. cdc

دال ميديا: في زوايا المدن الأوروبية الكبرى، وفي مراكز الإيواء المزدحمة، وخلف جدران الحدود المفتوحة ظاهريًا… ينتشر مرض نادر نسيناه لعقود، ليعود الآن كتهديد حقيقي: الخناق – Diphteria، العدوى البكتيرية الشديدة التي تضرب الجلد أحيانًا، والجهاز التنفسي أحيانًا أخرى، وقد تقتل إذا لم تُعالَج في الوقت المناسب.

منذ عام 2022، تواجه أوروبا الغربية أكبر تفشٍّ لهذا المرض منذ سبعين عامًا، مع تسجيل أكثر من 500 إصابة وثلاث وفيات مؤكدة حتى الآن.

اللافت أن الضحايا لا ينتمون إلى عموم السكان، بل ينحدرون غالبًا من الفئات الأضعف: مهاجرون جدد، مشردون، شباب بلا مأوى ولا أوراق، وبعضهم يفتقر إلى لقاح بسيط كان ليمنحهم الحماية.

“العدوى لم تأتِ من بلدانهم… بل من الطريق”

دراسة حديثة نُشرت في مجلة New England Journal of Medicine، أعدّها باحثون من معهد باستور والوكالة الفرنسية للصحة العامة، كشفت أن انتشار المرض لا يعود إلى سوريا أو أفغانستان، حيث ولد معظم المصابين، بل إلى نقاط الاحتكاك خلال رحلات الهجرة نفسها أو في مراكز الاستقبال الأوروبية.

تحليل عينات من 362 مصابًا في 10 دول أوروبية أظهر أن 98% منهم رجال بمتوسط عمر 18 عامًا، غالبيتهم مهاجرون وصلوا مؤخرًا. 77% من الإصابات ظهرت على الجلد، لكن 15% كانت تنفسية، وهو الشكل الأخطر والأكثر فتكًا.

ويفترض الباحثون أن التشابه الجيني بين سلالات البكتيريا المنتشرة يشير إلى “نقطة التقاء حديثة” في أوروبا، لا تزال غير معروفة، سمحت بتوسع العدوى في صمت.

البكتيريا تتنقل بصمت… لكن لا أحد يصغي جيدًا

المقلق أن سلالة البكتيريا المكتشفة عام 2022 هي نفسها التي تقف وراء تفشي جديد في ألمانيا عام 2025، ما يعني أن المرض لا يزال يتنقل “تحت الرادار” بين الفئات المهمشة.

وفي حين نجحت بعض الدول في الحد من انتشار المرض عبر تتبع المخالطين والفحوص المبكرة، لا يزال الخطر قائمًا، خاصة على:

  • غير المُلقحين

  • مدمني المخدرات بالحقن

  • كبار السن المصابين بأمراض مزمنة

التطعيم ليس ترفًا

رغم إشادة الباحثين بفعالية برامج التطعيم الأوروبية، إلا أن نقص الوصول إلى اللقاحات بين الفئات المهمشة يفتح الباب أمام سيناريوهات صحية كارثية.

تقول الباحثة إيزابيل باران دو شاتليه من الوكالة الفرنسية للصحة:

“نحتاج إلى يقظة أكبر، وتدريب الأطباء والعاملين على التعرف على الأعراض… وتوفير المضادات الحيوية واللقاحات لمن هم في أمسّ الحاجة إليها.”

المزيد من المواضيع