دال ميديا: مع تولي دونالد ترامب الرئاسة مجددًا، أثارت الصور التي تظهر أبرز المليارديرات في الصفوف الأمامية لحفل التنصيب جدلًا واسعًا حول مستقبل الديمقراطية الأميركية. هل يزداد تأثير أصحاب الثروات الضخمة في صنع القرار السياسي؟
ما هي الأوليغارشية؟
الأوليغارشية، كما عرّفها الفيلسوف اليوناني أرسطو، هي “حكومة الأثرياء”، حيث تتركز السلطة في أيدي عدد قليل من أصحاب النفوذ الاقتصادي أو الاجتماعي. في السياق الحديث، يشير المصطلح إلى مجتمعات تتميز بعدم المساواة الاقتصادية الكبيرة التي تُترجم إلى تفاوت سياسي.
يقول عالم السياسة ماغنوس أدينسكوغ:
– “الدراسة الحديثة التي راجعت آلاف عمليات اتخاذ القرار في الولايات المتحدة أظهرت أن التأثير الأكبر يذهب للمنظمات التي تمثل المصالح التجارية، بينما ينخفض نفوذ المواطنين والمنظمات المدافعة عن الحقوق المدنية.”
المليارديرات في حفل التنصيب
جلس بجوار الرئيس في حفل التنصيب أسماء لامعة مثل إيلون ماسك، جيف بيزوس، ومارك زوكربيرغ، إضافة إلى رؤساء شركات كبرى مثل آبلوغوغل. هؤلاء المليارديرات يمتلكون سيطرة واسعة على الاقتصاد الرقمي العالمي، مما يثير تساؤلات حول مدى قربهم من دوائر صنع القرار.
يقول دانيال وينر، مدير برنامج الانتخابات والحكومة في Brennan Center for Justice:
– “سواء أحببت المليارديرات أم لا، عليك أن تتساءل عندما تراهم يجلسون بجوار أعلى المستويات في السلطة السياسية.”
هل يمكن وصف أميركا بأنها أوليغارشية؟
يرى أدينسكوغ أن الولايات المتحدة لا تزال ديمقراطية رسميًا، حيث أثبتت المؤسسات الديمقراطية قدرتها على الصمود أمام التحديات.
– “رغم وجود تأثير متزايد للمصالح الاقتصادية في السياسة، فإن النظام الديمقراطي الأميركي لا يزال بعيدًا عن أن يُصنف كأوليغارشية.”
تزايد النفوذ الاقتصادي والسياسي
مع تزايد عدم المساواة الاقتصادية في الولايات المتحدة على مدى العقدين الماضيين، أصبح من الواضح أن الشركات الكبرى وأصحاب الثروات الضخمة يلعبون دورًا أكبر في تشكيل السياسات.
مستقبل الديمقراطية الأميركية
في حين أن الحديث عن تحول أميركا إلى أوليغارشية قد يكون مبالغًا فيه، إلا أن تزايد نفوذ المليارديرات يطرح تساؤلات حول توازن القوى بين المواطنين العاديين والنخبة الاقتصادية.
هل تستطيع الديمقراطية الأميركية التكيف مع هذا التغير أم أن هذا الاتجاه سيؤثر على مستقبلها؟ الزمن وحده سيجيب.
المصدر: svt