دال ميديا: أثار مقتل الرجل المثير للجدل سلوان موميكا، الذي عرف بحرقه نسخًا من المصحف، تفاعلًا واسعًا في وسائل الإعلام العالمية، خاصة في فرنسا، حيث تصدر الخبر عناوين الصحف والنشرات الإخبارية.
لكن الأخطر من ذلك هو أن منتديات تابعة لمجموعات إرهابية مغلقة على الإنترنت، مرتبطة بتنظيم داعش، احتفت بالجريمة واعتبرتها “نجاحًا”، مما أثار قلقًا واسعًا من احتمال تصاعد أعمال العنف والانتقام في أوروبا.
حفاوة في منتديات داعشية.. ومخاوف من عمليات انتقامية
بحسب معهد الحوار الاستراتيجي (ISD)، الذي يراقب الحركات المتطرفة، فإن منتديات مغلقة تابعة لتنظيم داعش وجماعات متطرفة أخرى تداولت مقاطع من البث المباشر الذي كان يقوم به موميكا وقت مقتله، وأرفقتها بتعليقات تمجّد الحادثة وتدعو إلى مزيد من الاغتيالات.
وقال مصطفى أياد، المدير التنفيذي في المعهد، في تصريحات لـ Ekot:
“هناك احتفاء واسع بمقتله في هذه المجموعات، حيث يُنظر إليه على أنه كان هدفًا مشروعًا. هناك أيضًا تهديدات واضحة بأن المزيد من الأشخاص سيموتون بنفس الطريقة.”
اهتمام واسع في الإعلام الفرنسي بسبب قضية “حرية التعبير”
حظي مقتل موميكا بتغطية إعلامية واسعة في بلجيكا، هولندا، بريطانيا، ألمانيا، والولايات المتحدة، لكن الاهتمام الأكبر كان في فرنسا، حيث تصدّر الخبر الصفحات الأولى في الصحف الكبرى والنشرات التلفزيونية.
ويرجع هذا الاهتمام إلى النقاش المستمر في فرنسا حول حدود حرية التعبير ودور الإسلام في المجتمع، خاصة بعد الهجوم الإرهابي على مجلة “شارلي إيبدو” عام 2015، والذي أودى بحياة 12 صحفيًا بسبب نشرهم رسومات ساخرة للنبي محمد.
هل كان اغتيالًا مخططًا أم عملاً فرديًا؟
حتى الآن، لم تُحسم هوية الجاني أو دوافعه الحقيقية، لكن الصحفية تيريز كريستيانسون، مراسلة الشرق الأوسط في TV4 Nyheterna، أشارت إلى أن السؤال الأساسي الذي يشغل المحققين والمراقبين هو: هل كان هذا هجومًا مخططًا بتوجيه من جهة معينة، أم عملًا فرديًا انتقاميًا؟
وقالت كريستيانسون:
“ليس فقط العالم العربي من يهتم بهذه القضية، الجميع يحاول فهم ما حدث: هل كان هناك من أمر بقتله؟ أم أن شخصًا تصرف بمفرده؟”
تصاعد التوترات.. وأوروبا تترقب
مع تصاعد التحريض على الإنترنت والاحتفاء بالجريمة في أوساط الجماعات المتطرفة، يخشى المحللون من أن الحادثة قد تؤدي إلى أعمال انتقامية بين التيارات اليمينية المتطرفة والإسلاميين العنيفين في أوروبا.
ويبقى السؤال المطروح: هل سيكون مقتل موميكا بداية لموجة جديدة من العنف والتوترات الدينية في أوروبا؟ أم أنه مجرد حادثة فردية لن تؤدي إلى تصعيد أكبر؟
السلطات الأوروبية تراقب الوضع عن كثب، بينما تترقب القارة ما قد تحمله الأيام القادمة.