تحت ذريعة حماية الدروز… هل تسعى إسرائيل لتوسيع نفوذها في سوريا؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي. Handout/Government Press Office/AFP

دال ميديا: يبدو أن التوترات الأخيرة في مدينة جرمانا بريف دمشق قد دفعت إسرائيل إلى التحرّك وإعلان موقف واضح، حيث أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس تعليمات لقوات الجيش الإسرائيلي بالاستعداد للتدخل، بحجة “الدفاع” عن الطائفة الدرزية في المنطقة.

التزام إسرائيلي بحماية الدروز؟

أعلن مكتب نتنياهو، في بيان رسمي السبت، أن إسرائيل ملتزمة بأمن الدروز ولن تتهاون مع أي محاولة للمساس بهم، مؤكداً أن إسرائيل ستتخذ كل الخطوات اللازمة لحمايتهم. كما كشف البيان أن السكرتير العسكري لنتنياهو أجرى لقاءات مع مسؤولين روس في الكرملين، لبحث التطورات في سوريا، وللتأكيد على رغبة إسرائيل في استمرار الوجود الروسي على الساحل السوري.

اشتباكات مسلحة في جرمانا

تزامنت هذه التصريحات مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن السورية ومجموعات مسلحة في جرمانا، عقب مقتل عنصر الأمن العام أحمد أديب الخطيب وإصابة آخرين. وسرعان ما أصدرت الهيئة الروحية للدروز في جرمانا بياناً يدين الحادثة، مشددة على ضرورة رفع الغطاء عن المتورطين وتسليمهم للعدالة.

وبحسب مديرية أمن ريف دمشق، فإن الحادثة بدأت عندما حاولت مجموعة من عناصر وزارة الدفاع السورية دخول جرمانا لزيارة عائلية، إلا أنهم أوقفوا عند حاجز يتبع لفصيل “درع جرمانا”، حيث نشب خلاف انتهى بمقتل أحد العناصر بعد تعرضهم لإطلاق نار مباشر، إضافة إلى مهاجمة قسم الشرطة في المدينة والاستيلاء على الأسلحة.

إسرائيل تتوغل في المنطقة العازلة

يأتي هذا التحرك الإسرائيلي بعد تصاعد الحديث عن تدخل عسكري محتمل في جنوب سوريا، حيث صرّح نتنياهو الأسبوع الماضي بأنه لن يسمح لقوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بدخول جنوب دمشق، مطالبًا بنزع السلاح من محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء.

لكن هذه التصريحات قوبلت بغضب واسع في الشارع السوري، حيث خرجت مظاهرات حاشدة تنديدًا بما وصفوه “مخططات التقسيم الإسرائيلية”، مطالبين الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من الأراضي التي توغل فيها منذ ديسمبر الماضي.

أكثر من 10 مواقع تحت السيطرة الإسرائيلية

منذ 8 ديسمبر، ومع سقوط نظام الأسد، وسّع الجيش الإسرائيلي نطاق تواجده داخل المنطقة العازلة بمرتفعات الجولان، وسيطر على أكثر من 10 مواقع تفصل بين المناطق السورية والإسرائيلية وفق اتفاق 1974. كما تمكنت إسرائيل من السيطرة على الجانب الشرقي من جبل الشيخ، بحجة كبح التهديدات المحتملة.

رغم وصف نتنياهو لهذه الخطوات بأنها “مؤقتة وذات طبيعة دفاعية”، فإن المؤشرات تدل على أن القوات الإسرائيلية باقية في المنطقة حتى الحصول على ضمانات أمنية واضحة، ما يفتح الباب أمام تصعيد جديد في المشهد السوري، خاصة مع التحذيرات الروسية المتكررة من أي تغيير في معادلات النفوذ العسكري داخل البلاد.

هل تتحول “الحماية الإسرائيلية للدروز” إلى ذريعة لفرض واقع جديد في سوريا؟ أم أن دمشق ستتمكن من احتواء الأزمة قبل أن تتحول إلى صراع إقليمي أوسع؟

المزيد من المواضيع