دال ميديا: تستضيف فرنسا يوم الأربعاء اجتماعًا قمة ثانيًا حول الوضع في أوكرانيا، وذلك في إطار الجهود الأوروبية لتعزيز الأمن الإقليمي ومناقشة تقديم مزيد من الدعم لكييف. وقد تم توجيه دعوة لعدة دول، من بينها السويد، التي سيمثلها رئيس الوزراء أولف كريسترشون عبر رابط فيديو، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السويدية TT.
اجتماع أوروبي رفيع المستوى لبحث المساعدات العسكرية
يأتي الاجتماع في أعقاب قمة طارئة عقدت يوم الاثنين في باريس، جمعت قادة من ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا، بولندا، إسبانيا، هولندا، الدنمارك، إضافة إلى مسؤولين من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. ووفقًا لمصادر إعلامية، فإن الدول المدعوة للجولة الثانية من المناقشات تشمل النرويج، كندا، التشيك، اليونان، فنلندا، رومانيا، السويد، بلجيكا، ودول البلطيق.
وفي تعليق رسمي، أكدت هانا سترومبيرغ، نائبة المتحدث باسم رئيس الوزراء السويدي، أن كريسترشون لن يسافر إلى باريس، لكنه سيشارك عبر الفيديو، مشددة على أن “السويد، باعتبارها واحدة من أكبر عشرة داعمين لأوكرانيا، لها دور أساسي في هذه المشاورات”.
وأضافت سترومبيرغ:
“المحادثات مهمة، لكن تقديم دعم ملموس أكثر أهمية. أوكرانيا تحتاج إلى تعزيز قدراتها الدفاعية، بغض النظر عن مسار المفاوضات المستقبلية. هذا يتعلق أيضًا بأمن السويد”.
التركيز على الضمانات الأمنية ضد روسيا
تمحور الاجتماع الأول بشكل أساسي حول كيفية تقديم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا ضد العدوان الروسي. وفي تعليق على ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي:
“يجب أن تكون الضمانات الأمنية قوية وموثوقة. أي اتفاق بدون هذه الضمانات – مثل وقف إطلاق نار هش – لن يكون إلا خديعة جديدة من روسيا وتمهيدًا لحرب أخرى”.
من جانبه، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة إيجاد حل طويل الأمد يضمن أمن أوكرانيا، مشيرًا إلى أنه أجرى محادثات مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول هذه القضية.
مخاوف من تكرار سيناريو 2014
أحد أبرز المخاوف التي نوقشت خلال القمة هو تكرار تجربة اتفاقيات مينسك التي تم توقيعها عامي 2014 و2015 لوقف إطلاق النار في دونباس، لكنها لم تمنع روسيا من شن غزوها الشامل على أوكرانيا في عام 2022.
وأكد ماكرون أنه بدون ضمانات أمنية واضحة لأوكرانيا، هناك خطر أن تؤدي أي هدنة مستقبلية إلى إعادة تموضع روسي واستئناف العدوان، كما حدث في السابق.
الاتحاد الأوروبي يرفع مستوى الدعم الدفاعي
وفقًا لمصدر في الاتحاد الأوروبي، توصل القادة المشاركون في القمة إلى عدة نقاط رئيسية، من بينها:
– التوافق على استراتيجية “السلام من خلال القوة” التي يتبناها ترامب.
– التحذير من مخاطر وقف إطلاق النار دون اتفاق سلام شامل.
– الاستعداد لتقديم ضمانات أمنية، مع دراسة التفاصيل بناءً على مستوى دعم الولايات المتحدة.
– تعزيز الميزانيات الدفاعية في الدول الأوروبية، لضمان تقاسم الأعباء بشكل أفضل مع واشنطن.
ما التالي؟
مع استمرار الحشد الأوروبي لدعم أوكرانيا، تترقب الأوساط السياسية والعسكرية نتائج القمة الثانية في باريس، حيث يبدو أن القارة العجوز تتجه نحو تعزيز التزاماتها الأمنية والدفاعية في مواجهة التهديدات الروسية المستمرة.