دال ميديا: يتوجه كبار القادة الأوروبيين إلى باريس يوم الاثنين لحضور اجتماع أزمة طارئ، بعد الإعلان عن استبعاد أوروبا وأوكرانيا من المحادثات التي تجريها الولايات المتحدة مع روسيا بشأن الحرب الأوكرانية. يأتي ذلك في وقت تستعد فيه وفود أمريكية وروسية للسفر إلى السعودية لبدء مفاوضات سلام، دون توجيه أي دعوة لكييف.
استياء أوروبي من التحركات الأمريكية
تتصاعد المخاوف في العواصم الأوروبية بعد سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها ممثلو إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اجتماع الناتو ومؤتمر الأمن في ميونيخ. وأكد المسؤولون الأمريكيون أن القوات الأمريكية في أوروبا ليست مضمونة الوجود دائمًا، كما استبعدوا انضمام أوكرانيا إلى الناتو في المستقبل القريب، ووصفوا فكرة عودة حدود أوكرانيا إلى ما قبل 2014 بأنها “غير واقعية”.
إلى جانب ذلك، جاءت مكالمة هاتفية مباشرة بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والتي أثارت قلقًا واسعًا بشأن إمكانية توصل واشنطن وموسكو إلى تسوية دون مشاركة الأوروبيين أو الأوكرانيين، مما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الدعوة لعقد القمة في باريس لمناقشة تداعيات هذه التحركات.
أوروبا تسعى لتوحيد صفوفها
القمة التي ستُعقد في باريس ستشهد حضور قادة كل من ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وبولندا وهولندا، إلى جانب الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
أما السويد فلن تشارك مباشرة في القمة، حيث أكدت الحكومة أن الدنمارك ستمثلها، نظرًا لدورها الحالي كرئيس لمجموعة التعاون الأمني بين دول شمال أوروبا ودول البلطيق (NB8).
ووفقًا لأحد المسؤولين الأوروبيين، فإن المحادثات قد تمتد لاحقًا إلى صيغ أخرى بهدف ضمان إشراك جميع الأطراف المهتمة بالسلام والأمن في أوروبا.
قلق متزايد في كييف
لم يكن القلق محصورًا في العواصم الأوروبية، فقد أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم السبت أن كييف لم تُدعَ إلى المحادثاتالتي ستُعقد في السعودية، مؤكدًا أن أوكرانيا لن تبدأ أي مفاوضات مع موسكو دون التشاور مع شركائها الاستراتيجيين.
وقال زيلينسكي في تصريحات نقلتها وكالة رويترز إن بلاده ترفض الدخول في أي حوار مع روسيا ما لم تكن هناك ضمانات واضحة من حلفائها، وهو ما يزيد من حدة الانقسامات حول مسار السلام المقترح.
من يقود المفاوضات؟
من المقرر أن تتوجه البعثة الأمريكية إلى السعودية مساء الأحد، حيث ستضم كلًا من وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، وستيف ويتكوف، المبعوث الرئاسي إلى الشرق الأوسط، الذي بات يلعب دورًا متزايدًا في الملف الأوكراني أيضًا.
مستقبل غير واضح لمحادثات السلام
في ظل هذه التطورات المتسارعة، يزداد القلق بشأن مستقبل المفاوضات وإمكانية تحقيق اتفاق يُرضي جميع الأطراف، في وقت ترى فيه أوروبا وأوكرانيا أن استبعادهم من هذه المحادثات قد يؤدي إلى اتفاق يمنح روسيا مكاسب غير مبررة على حساب أمن القارة الأوروبية.
فهل تنجح أوروبا في فرض صوتها على طاولة المفاوضات؟ أم أن واشنطن وموسكو بصدد رسم ملامح تسوية جديدة بعيدًا عن العواصم الأوروبية؟
المصدر: tv4