دال ميديا: كشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان عن عمليات إعدام مروعة على خلفية طائفية في ريف حماة الغربي، حيث أعدمت مجموعة مسلحة تُدعى “أنصار السنة” عشرة أشخاص من الطائفة العلوية. وتأتي هذه المجزرة في سياق انتقامي مرتبط بأحداث مجزرة حماة عام 1982 التي نفذها نظام حافظ الأسد، مما يثير مخاوف من موجة جديدة من العنف الطائفي في سوريا.
الإعدامات مستمرة.. ومخاوف من انتقام متبادل
وفقًا للمرصد، فإن أكثر من 327 شخصًا قتلوا خلال الفترة الأخيرة، ليس فقط نتيجة العمليات العسكرية، ولكن أيضًا بسبب مسلحين منفلتين وعمليات مداهمة في المناطق العلوية. كما أشار إلى أن إدارة العمليات العسكرية نفذت عمليات تعذيب وحشية في سجونها، حيث قتل عشرة أشخاص تحت التعذيب منذ 28 يناير وحتى اليوم.
وأكد مدير المرصد أن هذا النوع من الممارسات يهدد بإشعال فتنة واسعة بين الطوائف المختلفة، مما قد يؤدي إلى عمليات انتقام متبادلة، داعيًا إلى ضرورة تحقيق عدالة انتقالية لمنع عودة “الشبيحة” وأساليب القمع القديمة.
حملة تحريض إعلامي ضد الأكراد وتصعيد في دمشق
في الوقت نفسه، حذر المرصد من تصاعد حملات التحريض الإعلامي ضد الأكراد، مشيرًا إلى انتهاكات جرت في بعض الأحياء الكردية بدمشق، لكن الأخطر من ذلك هو محاولة بعض الجهات على مواقع التواصل الاجتماعي تأجيج الفتنة من خلال إهانة الأكراد وتصوير “قسد” على أنها لم تحارب داعش.
وقال مدير المرصد:
“نحن نعلم أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) فقدت أكثر من 25 ألف مقاتل في معاركها ضد داعش، ولكن هناك بعض الوسائل الإعلامية تحاول التلاعب بالحقائق وتشويه دور قسد في محاربة التنظيم الإرهابي.”
دعوات لإخراج جميع المقاتلين الأجانب من سوريا
على صعيد آخر، أشار المرصد إلى مطالبات بخروج حزب العمال الكردستاني (PKK) من سوريا، لكنه شدد على أنه يجب ألا يقتصر ذلك على جهة واحدة فقط، بل يجب أيضًا إخراج المقاتلين الأجانب الآخرين مثل الشيشانيين والتركستانيين وغيرهم الذين لا يزالون ينشطون في سوريا.
هل تتجه سوريا نحو موجة جديدة من العنف الطائفي؟
مع استمرار عمليات الإعدام والانتقام، وتصاعد التحريض الإعلامي ضد الأكراد، تزداد المخاوف من انفجار جديد في الساحة السورية، حيث يبدو أن البلاد لا تزال بعيدة عن أي حل سياسي مستدام يضمن العدالة والانتقال الديمقراطي دون العودة إلى ممارسات الماضي القمعية.
فهل ستتمكن القوى المحلية والدولية من كبح جماح التصعيد المتزايد، أم أن سوريا تتجه نحو مرحلة أكثر تعقيدًا وخطورة؟