سفر السوريين إلى بلادهم: تصاريح الإقامة في السويد تحت المجهر مع تزايد القلق القانوني

اللاجئين السورين في السويد. صورة أرشيفية لمظاهرة في ستوكهولم. Jonas Ekströmer/TT

دال ميديا: في ظل تقارير عن سفر مئات السوريين المقيمين في السويد إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، حذرت مصلحة الهجرة السويدية من أن هذا الأمر قد يؤدي إلى سحب تصاريح الإقامة. التحذير أثار جدلًا واسعًا بين اللاجئين السوريين الذين يواجهون معضلة بين رغبتهم في زيارة وطنهم ومخاوفهم من فقدان وضعهم القانوني في السويد.

موقف مصلحة الهجرة السويدية

أكد رئيس الشؤون القانونية في مصلحة الهجرة السويدية، كارل بيكسليوس، أن السفر إلى سوريا يمكن أن يكون مؤشرًا على أن الشخص لم يعد بحاجة إلى الحماية الدولية التي منحته تصريح الإقامة في السويد.
وقال بيكسليوس:
– “إذا اعتبرنا أن الشخص يستطيع العودة إلى سوريا بأمان، فإن الأساس القانوني لمنحه الإقامة في السويد قد يزول.”

هذا الموقف يندرج ضمن سياسة مصلحة الهجرة لمراجعة وضع اللاجئين بناءً على تغيّر الظروف في بلدانهم الأصلية.

لماذا السفر يشكل تهديدًا؟

تصريح الإقامة للاجئين يعتمد أساسًا على الحاجة إلى الحماية الدولية نتيجة تهديدات في بلدهم الأم. السفر إلى بلد يُفترض أن الشخص هرب منه قد يُفسَّر على أنه دليل على أن الظروف هناك لم تعد تشكل خطرًا.

جاوهر، لاجئة سورية في السويد منذ أكثر من عقد، تقول:
– “لم أزر عائلتي منذ 11 عامًا. الآن بعد سقوط النظام أرغب في رؤيتهم، لكنني خائفة من أن يتم سحب إقامتي إذا سافرت.”

التقارير عن السفر إلى سوريا

أفادت تقارير بأن مئات السوريين المقيمين في السويد قاموا بالسفر إلى سوريا منذ ديسمبر الماضي. تتنوع دوافعهم بين زيارة العائلة، تفقد الممتلكات، أو الاطلاع على الأوضاع بعد التغيرات السياسية.

مع ذلك، فإن هذه الرحلات قد تثير الشكوك حول مدى استمرار حاجة هؤلاء الأشخاص إلى الحماية الدولية، خاصةً إذا تبين أن السفر يتم دون مواجهة مخاطر.

التحديات القانونية والإنسانية

تطرح هذه القضية العديد من التحديات:

  1. التوازن بين الحق الإنساني في زيارة الوطن والحاجة القانونية للحماية الدولية.
  2. الصعوبات التي يواجهها اللاجئون في توضيح أسباب سفرهم عند مراجعة تصاريح الإقامة.
  3. تأثير هذه السياسات على اندماج اللاجئين وشعورهم بالأمان في بلد اللجوء.

ردود فعل اللاجئين والمجتمع

السوريون في السويد، الذين شكلوا واحدة من أكبر مجموعات اللاجئين في البلاد خلال العقد الماضي، يعيشون حالة من القلق. بينما يعتبر البعض أن السفر إلى سوريا يعكس تحسن الأوضاع هناك، يرى آخرون أن الظروف في بعض المناطق لا تزال غير آمنة.

موقف الحكومة السويدية

تواصل الحكومة السويدية متابعة هذه القضية عن كثب، مع التركيز على ضمان أن القرارات تُتخذ بناءً على أدلة واضحة وتقييم شامل للظروف في سوريا. ومع ذلك، فإن الموقف السويدي يعكس أيضًا توجهًا عامًا لتشديد سياسات الهجرة واللجوء.

الخلاصة

تبقى هذه القضية محور جدل قانوني وإنساني، حيث يواجه السوريون في السويد معضلة صعبة: بين الشوق لزيارة وطنهم والتواصل مع عائلاتهم، والمخاوف من فقدان استقرارهم القانوني والاجتماعي في بلد اللجوء.

هل يمكن إيجاد حل يوازن بين القيم الإنسانية والمخاوف القانونية؟ هذا ما سيحدده تطور النقاش حول هذه القضية في السويد.

المصدر: sverigesradio

المزيد من المواضيع