“ريفييرا الشرق الأوسط”.. خطة ترامب المفاجئة للسيطرة على غزة تُثير الجدل

جاريد كوشنير و الرئيس الامريكي دونالد ترامبAP Photo/Andrew Harnik

دال ميديا: في خطوة غير متوقعة، يسعى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى جعل الولايات المتحدة تتولى السيطرة على قطاع غزة، وتحويله إلى وجهة سياحية عالمية، في خطوة وصفها بأنها فرصة لإعادة بناء المنطقة التي دمرتها الحرب.

خطة وُلدت في عقل ترامب

بحسب تقرير لشبكة “سي إن إن”، فإن فكرة الاستيلاء على غزة لم تكن نتاج دراسة معمقة أو مشاورات سياسية مطولة، بل جاءت مباشرة من ترامب نفسه، الذي بلورها على مدار الوقت، وفقًا لمصادر مطلعة.

وأشارت الشبكة إلى أن هذه الخطوة ليست جزءًا من سياسة تقليدية تنبع من مراكز الأبحاث الأميركية أو مستشاري الأمن القومي، بل هي نتاج رؤية فردية من ترامب، الذي يرى أن غزة تمتلك إمكانيات اقتصادية كبيرة يمكن استغلالها.

“صدمة سياسية”.. ترامب يفاجئ الجميع بالخطة

الكشف عن خطة ترامب جاء بمثابة “مفاجأة صادمة”، حتى داخل أروقة الحزب الجمهوري. فقد أبدى العديد من أعضاء الكونغرس دهشتهم، حيث أكد بعضهم أنهم لم يكونوا على علم بالمقترح قبل إعلان ترامب عنه خلال مؤتمر صحفي.

وصرّح أحد مستشاري ترامب لشبكة “سي إن إن” قائلًا:
“حتى أقرب مستشاريه لم يكونوا على دراية بالأمر حتى لحظة الإعلان عنه، لقد كان الأمر مذهلًا.”

زيارة غزة.. نقطة التحول

بحسب مصادر داخل البيت الأبيض، فإن الزيارة التي قام بها المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى غزة كانت الشرارة التي دفعت ترامب نحو هذه الفكرة. خلال زيارته، نقل ويتكوف صورة مأساوية عن الوضع في القطاع، وأشار إلى أن الدمار يجعل المنطقة غير صالحة للسكن.

ووفقًا لمسؤول في البيت الأبيض، فإن وصف ويتكوف للدمار الذي شاهده في غزة كان نقطة تحول لترامب، حيث بدأ بالتفكير في إيجاد حل يعيد بناء المنطقة ويخلق فرصة اقتصادية.

مباحثات مع نتنياهو وتوقعات بضغط على الدول العربية

تشير تقارير إلى أن مستشار الأمن القومي مايك والتز والمبعوث ويتكوف ناقشا الفكرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليلة الاثنين، قبل أن يعلن ترامب عن خطته.

وفي الوقت نفسه، تسعى إدارة ترامب إلى الضغط على كل من مصر والأردن لقبول لاجئين فلسطينيين في حال تنفيذ الخطة، رغم أن هذه الدول سبق وأكدت رفضها استقبال أي لاجئين جدد.

“ريفييرا الشرق الأوسط”.. هل تصبح غزة وجهة سياحية؟

من اللافت أن ترامب وصهره السابق جاريد كوشنر تحدثا سابقًا عن غزة باعتبارها منطقة استراتيجية ذات إمكانيات تطوير ضخمة. فقد وصف كوشنر شاطئ غزة بأنه “موقع ذو قيمة عالية”، وهو ما كرره ترامب أكثر من مرة في أحاديثه، مشيرًا إلى أن الموقع الساحلي المتميز والطقس المعتدل قد يجعلان من غزة “ريفييرا الشرق الأوسط”.

المستقبل الغامض للخطة

حتى الآن، لا تزال تفاصيل تنفيذ الخطة غير واضحة، لكن الواضح هو أن الإعلان عنها أثار جدلًا واسعًا، وسط تحفظات عربية ودولية حول مدى واقعيتها وإمكانية تطبيقها.

فهل تصبح غزة بوابة ترامب نحو مشروعه الاقتصادي في الشرق الأوسط، أم أن الخطة ستظل مجرد فكرة جدلية أخرى تثير العاصفة قبل أن تتلاشى؟

المزيد من المواضيع