دال ميديا: في حكم قضائي هز السويد، أصدرت محكمة يوتبوري يوم الاثنين قرارًا بسجن أب لمدة ثلاث سنوات بعد أن أخفى أطفاله عن المجتمع لسنوات عديدة، محرمًا إياهم من التعليم والرعاية الصحية والتنقل بين عدة بلديات لتجنب اكتشاف أمرهم.
القضية بدأت عندما تمكنت ثلاث فتيات من الفرار من منزل الأسرة في ميليرود خلال الربيع الماضي، حيث أبلغن الشرطة عن معاناتهن في بيئة عائلية مليئة بالقمع والعنف. الفتيات كشفن أنهن نشأن في سياق “شرف عائلي روماني”، حيث تعرضن للعنف النفسي والجسدي من قبل والديهن.
تنقل مستمر وإخفاء متعمد:
بحسب التحقيقات، كانت الأسرة تسعى بشكل منهجي لتجنب اكتشافها من قبل السلطات، إذ تنقلت بين 17 عنوانًا في 13 بلدية منذ ولادة الطفل الأول. وخلال هذه التنقلات، اعتمدت الأسرة بشكل رئيسي على المساعدات الحكومية، حيث كانت الأم تتلقى مساعدات شهرية تصل إلى 32,600 كرونة سويدية.
وسائل مراقبة سرية:
أثناء نقل الأطفال إلى الرعاية الاجتماعية، تم اكتشاف أجهزة تتبع سرية مخبأة في ملابسهم، مما أثار الشكوك بأن الوالدين كانا يحاولان تتبع أماكن وجودهم حتى بعد وضعهم في أماكن سرية.
تاريخ من الجرائم:
الأب الذي حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، لديه سجل جنائي يشمل السجن لمدة سنتين سابقًا بتهمة الاحتيال. ومن بين التهم الجديدة التي أدين بها: التلاعب بالأطفال، الاعتداء الجسدي، والاحتيال.
أما الأم، التي أنجبت عشرة من الأطفال الأحد عشر المتأثرين في القضية، فقد تمت تبرئتها من التهم. بينما حُكم على امرأة أخرى مرتبطة بالعائلة (والدة أحد الأطفال) بالسجن مع وقف التنفيذ بعد أن اعترفت بالتورط في القضية.
حياة في الظل:
هذه القضية تسلط الضوء على حياة الأطفال في بيئة معزولة تمامًا عن المجتمع، حيث لم يُسمح لهم بالذهاب إلى المدارس أو الحصول على الرعاية الصحية. وقالت التحقيقات إن الأطفال عاشوا في ظروف قاسية ضمن نظام عائلي صارم يهدف إلى التحكم الكامل في حياتهم.
الحكم أثار جدلاً واسعًا في السويد حول استغلال المساعدات الحكومية وإساءة استخدام النظام الاجتماعي، وأهمية تعزيز التدخلات لحماية الأطفال من العزلة والإهمال.
المصدر: svt