دال ميديا: انتشر مؤخرًا فيديو مزيف يدّعي أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) قامت بتمويل رحلات مشاهير هوليوود إلى أوكرانيا، بهدف تعزيز شعبية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهو ما تم دحضه من قبل جهات رسمية وصحفيين مختصين في التحقق من الأخبار.
إليون ماسك في دائرة الجدل مجددًا
تم نشر الفيديو على منصة X (تويتر سابقًا) في 5 فبراير، وتضمن ادعاءً بأن USAID أنفقت 20 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لتمويل سفر نجوم عالميين إلى أوكرانيا بعد الغزو الروسي في عام 2022.
إيلون ماسك، الملياردير الأمريكي الشهير ومالك منصة X، كان من بين أبرز الشخصيات التي شاركت الفيديو المضلل مع متابعيه البالغ عددهم أكثر من 216 مليون شخص، مما ساهم في انتشاره بشكل واسع. كما قام دونالد ترامب الابن بمشاركة الفيديو أيضًا، الأمر الذي زاد من الجدل حول مدى مصداقية هذه الادعاءات.
القصة الحقيقية: خدعة إعلامية مفضوحة
رغم أن الفيديو يحمل شعار قناة “E! News” الأمريكية، إلا أن متحدثًا باسم القناة أكد لوكالة الأنباء الفرنسية (AFP) أن الفيديو مزيف تمامًا، وأن القناة لم تنشر أي تقرير من هذا النوع.
كما أظهرت التحقيقات أن المشاهير المذكورين في الفيديو قد زاروا أوكرانيا بالفعل، ولكن على نفقتهم الخاصة وليس بأموال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
الممثل الأمريكي بن ستيلر، الذي زار أوكرانيا عام 2022 بصفته سفير النوايا الحسنة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، كتب على حسابه في X:
“رحلتي الإنسانية إلى أوكرانيا كانت ممولة بالكامل من قبلي، وأي ادعاء غير ذلك هو مجرد أكاذيب روسية.”
حملة تضليل روسية؟
تحقيقات BBC Verify أكدت أن الفيديو جزء من حملة تضليل روسية، حيث تم تزييف عدة مقاطع إخبارية سابقة باستخدام شعارات BBC ووسائل إعلام أخرى بهدف نشر معلومات مغلوطة عن أوكرانيا وداعميها.
كما تم تداول الفيديو على قنوات تليغرام الروسية والمواقع الإخبارية الموالية للكرملين، مثل Gazeta.ru، مما عزز الشكوك حول ارتباطه بحملة دعائية تهدف إلى التشكيك في الدعم الغربي لأوكرانيا.
ردود فعل غاضبة وسجال سياسي
بعد انتشار الفيديو، واجه إيلون ماسك انتقادات حادة بسبب مشاركته لمحتوى غير موثوق، مما أعاد إشعال الجدل حول دوره في نشر معلومات مضللة عبر منصته X.
ومن جهة أخرى، تصاعدت التكهنات حول مستقبل USAID، خاصة بعد أن صرّح ماسك بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اتفق مع فريقه على إغلاق الوكالة في حال فوزه بالانتخابات المقبلة.