دال ميديا: في تحذير شديد اللهجة، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا قد تهاجم إحدى دول الناتو في أقرب وقت ممكن خلال الصيف المقبل، مشيرًا إلى بولندا وليتوانيا كأهداف محتملة. جاء ذلك خلال مقابلة مع شبكة NBC News، حيث أكد زيلينسكي أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى استعدادات عسكرية روسية ضخمة في بيلاروسيا، ما يذكّر بالتحركات الروسية التي سبقت غزو أوكرانيا في 2022.
150 ألف جندي روسي في بيلاروسيا؟
وفقًا لمصادر استخباراتية أوكرانية، تعمل موسكو على تعزيز وجودها العسكري في بيلاروسيا، حيث يُقدر عدد الجنود الروس هناك بحوالي 150 ألف جندي، بالإضافة إلى خطط لتنفيذ مناورات عسكرية مشتركة مع النظام الحليف في مينسك.
ويعتقد زيلينسكي أن بوتين قد لا يخطط حاليًا لاحتلال أوكرانيا بالكامل، بل يوجه أنظاره نحو هجوم محتمل على دولة عضو في الناتو، في خطوة قد تهدف إلى اختبار مدى قوة التضامن الأوروبي والدفاع المشترك للحلف.
هل تتحرك أوروبا قبل فوات الأوان؟
يرى محللون أن تصريحات زيلينسكي تهدف إلى إيقاظ القادة الأوروبيين من حالة التردد وحثهم على اتخاذ تدابير وقائية قوية ضد أي تصعيد روسي محتمل.
“نحن نعلم يقينًا أن بوتين يخطط لعملية غزو جديدة، وقد تحدث في بداية الصيف أو نهايته”، يؤكد زيلينسكي.
هل هو تحذير استخباراتي أم حرب نفسية؟
يرى المحلل السياسي يوهان فريدريكسون أن مثل هذه المعلومات الاستخباراتية يصعب التحقق منها، لكنه يشير إلى أن روسيا دائمًا ما تضع سيناريوهات متعددة للهجوم، ومن ضمنها التصعيد المباشر ضد الناتو.
“بوتين لديه خيارات متعددة على الطاولة، لكنه قد لا يختار هذا السيناريو بالضرورة”، يقول فريدريكسون.
ترامب وبوتين.. لعبة النفوذ مستمرة
يعتقد زيلينسكي أن بوتين يسعى للاستفادة من احتمال تقليص التواجد العسكري الأمريكي في أوروبا، وهو ما قد يحدث في حال عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الحكم.
“بوتين لا يريد السلام، لكنه يخشى ترامب إلى حد ما”، يضيف زيلينسكي، مؤكدًا أن وحدة الناتو هي الضمان الوحيد لمنع المزيد من العدوان الروسي.
لا تثقوا في بوتين!
بالتزامن مع محادثات مرتقبة بين ممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا في السعودية، يحذر زيلينسكي من السقوط في فخ الوعود الروسية بشأن وقف إطلاق النار، مشددًا على أن بوتين “قاتل” لن يتغير أبدًا.
“لا تثقوا في بوتين، ولا تصدقوا حديثه عن السلام.. إنه لن يتوقف”، يقول الرئيس الأوكراني، مؤكدًا أن بلاده لن تقبل بأي اتفاق سلام لا يضمن استعادة الأراضي المحتلة.
هل نحن أمام مواجهة غير مسبوقة؟
مع تصاعد التوترات، يبقى السؤال: هل يتحول تحذير زيلينسكي إلى حقيقة، أم أنه جزء من استراتيجية دبلوماسية لإبقاء العالم متيقظًا ضد التهديدات الروسية؟