دال ميديا: على متن طائرة متجهة نحو مدريد، كان قلب ميكائيل كييليروس إندريل ينبض بين الترقب والرهبة. لم تكن هذه رحلة عادية، بل كانت رحلة العودة إلى حياة سُرقت منه قبل أربعين عامًا، عندما كان لا يزال طفلًا حديث الولادة.
هناك، في بهو الوصول بالمطار، وقفت امرأة تنتظره.
أمه.
اللقاء الذي انتظره عمرًا كاملًا تحقق أخيرًا.
قصة ميكائيل بدأت في ليلة رأس السنة عام 1984، داخل مستشفى “Hospital Universitario del Valle” بمدينة كالي الكولومبية. وُلد مريضًا، نقلوه للعلاج، وعندما عادت أمه لتراه… كان قد اختفى.
لاحقًا عُلم أن الطفل نُقل إلى دار أيتام، ثم إلى أسرة بالتبني في السويد، ضمن عمليات تبنٍ اكتشف لاحقًا أنها لم تكن دائمًا قانونية.
ميكائيل، الذي يعيش اليوم في نيكفارن ويرأس حزب الوسط المحلي هناك (Centerpartiet)، يقول عن اكتشاف الحقيقة:
“السجلات كانت تقول شيئًا، بينما الواقع كان شيئًا آخر تمامًا. شعرت أن حياتي كلها مبنية على كذبة.”
بعد سنوات من البحث الفاشل، واللحظات القاسية من الأمل المحطم، استطاع أخيرًا الوصول إلى أمه البيولوجية. واليوم، يتحدثان يوميًا، وتزوره عائلته البيولوجية، بما في ذلك شقيقاته اللواتي يحاول الآن تعويض الزمن الضائع معهن.
سرقة الطفولة: فضيحة تبني عالمية
القصة الفردية لميكائيل ما هي إلا غيض من فيض.
في السنوات الأخيرة، انكشفت سلسلة من الفضائح حول تبني الأطفال في السويد، خصوصًا من كولومبيا، حيث تم سرقة العديد من الأطفال من عائلاتهم الحقيقية.
مما أدى إلى تراجع معدلات التبني في السويد بنسبة 84% خلال العقد الأخير.
منذ عام 2021، أطلقت الحكومة السويدية تحقيقًا رسميًا في ملفات التبني الدولية المشبوهة، ومن المتوقع نشر نتائجه في 2 يونيو 2025.
في انتظار أن تكشف الحقائق الكاملة، تبقى قصص مثل قصة ميكائيل تذكرنا بأن الحب الحقيقي لا تعيقه المسافات، ولا تخمده العقود.
المصدر: SVT