دال ميديا: في ما يُعتبر أحد أكثر الاكتشافات إثارة في تاريخ علم الفلك الحديث، أعلن فريق من علماء الفلك في جامعة كامبريدج عن رصد مؤشرات قوية على وجود حياة محتملة على كوكب يقع على بُعد 124 سنة ضوئية من الأرض.
الكوكب، الذي يُعرف باسم K2-18b، يدور حول نجم يقع في كوكبة الأسد، وقد رُصدت فيه مادة كيميائية في غلافه الجوي لا تنتج على الأرض إلا بواسطة الطحالب.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، نيكو مادوسودان، في تصريح لصحيفة نيويورك تايمز:
“هذا اختراق علمي كبير. إنها المرة الأولى التي نرى فيها آثارًا قد تشير إلى وجود حياة على كوكب يُحتمل أن يكون قابلًا للسكن فعلًا”.
بحر مليء بالحياة؟
الدراسة، التي نُشرت في مجلة Astrophysical Journal Letters، تشير إلى أن أفضل تفسير حتى الآن للمركّب الكيميائي المكتشف هو وجود محيط مائي غني بالحياة.
“نعتقد أن الكوكب قد يحتوي على محيط، وربما يكون مأهولًا بكائنات دقيقة أو طحالب مشابهة لتلك التي نعرفها على الأرض”، يقول مادوسودان.
تحذيرات من التسرع: هل هذا كافٍ لإثبات وجود حياة؟
رغم الحماسة، دعا عدد من العلماء إلى الحذر وعدم القفز إلى استنتاجات نهائية.
وقال ستيفن شميت، أستاذ علم الكواكب في جامعة جونز هوبكنز:
“لا يمكننا حتى الآن أن نؤكد أن الكوكب قابل للسكن. لا يزال الطريق طويلًا قبل إثبات وجود حياة فعلية”.
من جانبه، شدد مادوسودان نفسه على ضرورة التروي، موضحًا أن الفريق لا يدّعي اكتشاف الحياة بشكل قاطع:
“لا أحد يريد إعلان اكتشاف الحياة بشكل مبكر ومضلل”.
كوكب K2-18b: رحلة اكتشاف بدأت قبل عقد
-
تم اكتشاف K2-18b لأول مرة عام 2015 بواسطة تلسكوب كبلر.
-
في عام 2019، كشفت دراستان مستقلتان باستخدام تلسكوب هابل عن وجود بخار ماء في غلافه الجوي، ما جعله أول كوكب خارج النظام الشمسي يُكتشف فيه الماء ضمن المنطقة القابلة للحياة.
-
مؤخرًا، استخدم العلماء تلسكوب جيمس ويب الفضائي لتحليل الغلاف الجوي بشكل أدق، وهو ما مكّنهم من رصد المركّب الحيوي المحتمل.