دال ميديا: رغم سجل جنائي مروري يعادل سجل دولة بأكملها، حكمت محكمة سويدية مجددًا على رجل يبلغ من العمر 54 عامًا بـ”حكم رعاية” (Skyddstillsyn) بدلاً من السجن، بعد إدانته في جريمته الـ143 المرتبطة بقيادة السيارات، والتي انتهت هذه المرة بإصابة شخص في حادث مروّع وسط العاصمة ستوكهولم.

السائق، الذي بات يعرف بـ”سائق الجنون” أو Vansinnesföraren، كان قد انطلق في سباق خطير مع الشرطة في مارس الماضي، انتهى بتحطيم سيارتين وإرهاب المواطنين على طرقات سفيابان وE4. قاد تحت تأثير المخدرات، اخترق إشارات المرور، تخطى السيارات بسرعة جنونية على الأكتاف، وتسبب في حالة من الفوضى رصدتها كاميرات المرور وأكدها شهود عيان.

“لا مبالاة واضحة بحياة الآخرين”

بحسب التحقيقات، تصرّف المتهم بطريقة وصفتها النيابة العامة بـ”اللامبالية تمامًا بحياة الناس وممتلكاتهم”، وواجه سلسلة من التهم، من بينها:

• القيادة تحت تأثير المخدرات (جريمة جسيمة)

• القيادة بدون رخصة

• الهروب من مكان الحادث

• القيادة المتهورة

• استخدام مركبة دون إذن

• حيازة مخدرات

عقوبة “مخففة” تثير الجدل

ورغم كل ذلك، جاء الحكم صادمًا: Skyddstillsyn (رعاية مع خطة علاج خاصة)، وليس السجن. إحدى أعضاء هيئة المحكمة اعترضت، مطالبة بالحكم عليه بتسعة أشهر حبس، إلا أن القرار النهائي رجّح “الحل الإصلاحي”.

الأمر الأكثر إثارة أن الرجل نفسه كان قد حُكم عليه قبل أسابيع فقط في فبراير الماضي بنفس العقوبة – بعد أن قاد سيارة تحت تأثير المخدرات عقب خروجه مباشرة من السجن.

وتكشف خريطة الجرائم التي أعدّها قناة TV4  أن سجل الرجل يحتوي على:

• 114 جريمة مرورية

• 20 جريمة متعلقة بالمركبات

• 9 حالات تم فيها التنازل عن الملاحقة القانونية رغم المخالفات
  هذا عدا عن تهم أخرى غير مرورية في ملفه الجنائي.

صدمة في الشارع… وثقة مهتزة في النظام

القضية تثير الآن جدلًا واسعًا في السويد، حول مدى جدوى العقوبات الإصلاحية في حالات التكرار المتعمد والخطر الواضح على السلامة العامة. فبينما يرى القانون أن “الرعاية والعلاج” قد يكون حلاً، يرى المواطنون أن الحصانة العملية التي يتمتع بها هذا السائق ليست إلا دعوة مفتوحة للفوضى على الطرق.

المصدر: TV4