دال ميديا: بين متاهات “تركيب الحياة” وضغوط الوظيفة وأعباء الاقتصاد الشخصي، يعيش سكان الشمال الأوروبي، وعلى رأسهم السويديون، تحت وطأة توتر يومي خفي. هذا ما تكشفه أحدث دراسة استقصائية أجراها مكتب التأمين IF، وشملت أكثر من 4000 مشارك في الدول الإسكندنافية.
ورغم الصورة النمطية عن مجتمعات ترفل بالرفاهية والاستقرار، تشير النتائج إلى أن سكان السويد والنرويج هم الأكثر توتراً، يليهم الدنماركيون والفنلنديون. لكن دوافع هذا القلق تختلف من بلد لآخر: ففي السويد والنرويج، يكمن الصراع الأكبر في محاولة تحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة، بينما ينصبّ قلق الفنلنديين أكثر على الوضع الاقتصادي، ويطغى ضغط متطلبات العمل على الدنماركيين.
اللافت أن النساء بين سنّ الثلاثين والأربعة والأربعين يشكلن الفئة الأكثر توترًا، مما يؤشر إلى التحديات الهائلة التي تواجهها هذه الفئة التي غالبًا ما تحاول التوفيق بين مهنة متطلبة وحياة عائلية مرهقة.
مفارقة مقلقة رغم هذه الأرقام، فإن المؤشر العام للضغط النفسي لدى السويديين سجّل انخفاضًا مقارنةً بالعام الماضي. تفسير ذلك، بحسب كريستينا ستروم أولسون، خبيرة الصحة في IF، يعود إلى التراجع الطفيف في التضخم وأسعار الفائدة، ما خفف العبء المالي عن كاهل الأسر، ولو بشكل مؤقت.
لكن خلف هذا الانخفاض الظاهري، تظلّ مستويات القلق مرتفعة بشكل مقلق، إذ قال تقريبًا جميع المشاركين إنهم يشعرون بشكل أو بآخر بـ”الضغط السلبي”، وهو النوع الذي لا يحفّز بل ينهك ويستنزف.
ماذا نفعل أمام هذا المد الخفي من الضغط؟
تنصح كريستينا ستروم أولسون بخطوات بسيطة لكنها فعّالة:
-
النوم الجيد والمنظم.
-
التغذية الصحية المتوازنة.
-
الحركة والنشاط البدني المنتظم.
وتضيف: “نحن نجلس كثيرًا أكثر مما ينبغي. أحيانًا يكون مجرد المشي يوميًا هو الدواء الصامت الذي يهدئ العقل والجسد”.
خلاصة الصورة قد يكون الاقتصاد قد التقط أنفاسه قليلاً، لكن “تركيب الحياة” اليومية، خاصةً لدى الجيل الذي يحاول الجمع بين كل شيء دفعةً واحدة، لا يزال يحفر بصمت في الصحة النفسية لجيل كامل.
بين ضغوط العمل ومتاهات الحياة الشخصية، يبدو أن التحدي الأكبر للسويديين الآن ليس تحقيق النجاح المهني أو الشخصي، بل ببساطة: النجاة بسلام وسط زحام المطالب.
المصدر: TV4