بعد سنوات من الأسعار المرتفعة التي أثقلت كاهل السائقين، يبدو أن محطات الوقود في السويد بدأت أخيرًا في تقديم بعض الراحة للمستهلكين. فقد تراجع سعر البنزين بنحو تسع كرونات للتر الواحد منذ ذروته في عام 2022، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أربع سنوات.
في الوقت الحالي، يبلغ سعر لتر البنزين 95 أوكتان حوالي 15,40 كرونة لدى كبريات شركات الوقود، بحسب ما أوردته صحيفة إكسبريسن expressen. ولمن يخطط لملء خزان سعة 60 لتراً، فالفاتورة اليوم تقل عن 920 كرونة، مقارنة بأكثر من 1,450 كرونة في ذروة عام 2022.
الدولار والذهب الأسود.. اللعبة الخفية وراء الانخفاض
السبب؟ مزيج من تراجع أسعار النفط العالمية بنسبة تقارب 20% هذا العام، بالإضافة إلى ضعف الدولار الأمريكي أمام الكرونة السويدية. عوامل أعادت رسم خريطة الأسعار في محطات الوقود السويدية.
الخبير في تجارة السلع، كريستيان كوفر من بنك Handelsbanken، أوضح أن قرار منظمة أوبك وحلفائها – وفي مقدمتهم السعودية وروسيا – بزيادة الإنتاج النفطي بنحو 411 ألف برميل يوميًا في مايو ويونيو، أشعل نوعًا من “حرب نفطية صامتة” تهدف إلى الضغط على صناعة النفط الأمريكية وإفشالها اقتصاديًا.
“التهديد الحقيقي للسعوديين والروس اليوم هو الطفرة الإنتاجية في الولايات المتحدة”، يقول كوفر.
لا تحلموا بالكثير… البنزين لن يصبح مجانياً!
ورغم الأنباء الجيدة، إلا أن الخبير يحذر من الإفراط في التفاؤل:
حتى لو انهار سعر النفط إلى الصفر، فإن السعر النظري للبنزين في السويد لن ينخفض إلى أقل من 11 كرونة للتر. السبب؟ الضرائب، الرسوم، وتكاليف الإنتاج والتوزيع، التي تمثل جزءًا كبيرًا من السعر النهائي.
بمعنى آخر، حتى لو أصبح برميل النفط هدية مجانية، ستظل تدفع ثمن كل تلك البنود المضافة بحب ورضا!
وعليه، يبدو أن المستهلكين عليهم الاستمتاع بما تحقق الآن، دون انتظار المزيد من المعجزات في مضخات الوقود.