دال ميديا: ساعات من الرعب، الاعتداءات الجنسية، والتهديد بالقتل – تلك كانت الليلة التي عاشتها امرأة سويدية على يد شريكها السابق، قبل أن تتمكن من فضح الجريمة بتسجيلات خفية. ومع ذلك، خفّضت محكمة الاستئناف السويدية العقوبة وألغت قرار طرده من البلاد.
الحادثة تعود إلى سبتمبر 2023، حين أنهت الضحية علاقتها برجل كانت قد التقت به في صيف ذلك العام. العلاقة، التي اتسمت بالغيرة والهيمنة، انتهت رسميًا، لكنها لم تنتهِ في ذهن الجاني، الذي تسلّل إلى منزلها ليلًا بعد أن اختبأ في مدخل العمارة. وعندما وصلت الضحية إلى شقتها، هاجمها، استولى على مفاتيحها وهاتفها، وأغلق الباب من الداخل.
ساعات من الاغتصاب والتهديد
أجبرها الرجل على خلع ملابسها واغتصبها بعنف. وعندما بدأت تبكي، وضع جوربه في فمها لكتم صراخها، واستمر في الاعتداء عليها لعدة ساعات. وفي لحظة تهديد، أشهر سكين مطبخ في وجهها وقال إنه سيذبحها إن اتصلت بالشرطة.
أفرج عنها مؤقتًا في اليوم التالي لترافق ابنها في نشاط رياضي، لكنه رافقها رغمًا عنها، وعاد معها ليحتجزها مجددًا.
“أنا شخص مضطرب”
المرأة تمكّنت لاحقًا من تسجيل أقوال الرجل باستخدام هاتف عمل لم يكن يعلم بوجوده. في التسجيل، اعترف بأنه أجبرها على أفعال جنسية وصورها، كما أقر بوضع الجورب في فمها أثناء الاعتداء، وقال:
“نعم، أنا شخص مضطرب.”
المحاكم منقسمة – والشارع غاضب
في البداية، أدانته محكمة المقاطعة بـالاغتصاب الجسيم، الاختطاف، التهديد، الاعتداء، جريمة بحق الطفل، وحيازة مخدرات، وحكمت عليه بالسجن 7.5 سنوات مع الترحيل المؤبد كونه يحمل الجنسية البريطانية.
لكن محكمة الاستئناف قررت تخفيف الحكم إلى 6.5 سنوات وأعادت تصنيف تهمة “الاختطاف” إلى “حرمان غير قانوني من الحرية”، وألغت الترحيل نهائيًا، بحجة أن الرجل “نشأ في السويد ويتمتع بارتباط وثيق بها”، وأن جرائمه “ليست من النوع الأشد فداحة”.
الشرطة: الحكم مقبول… لكننا كنا نأمل بالمزيد
فريدا إيركس يانسون، محققة جرائم العلاقات القريبة، علّقت قائلة:
“كنا نأمل أن تثبت محكمة الاستئناف حكم المحكمة الابتدائية بالكامل، لكننا راضون في المجمل. الأهم أن الضحية شعرت بالأمان معنا وتمكنت من رواية ما حدث.”
القرار أعاد إلى الواجهة الجدل حول تناقضات القضاء في قضايا العنف الجنسي، ومدى مراعاته لحقوق الضحايا مقارنة بحقوق الجناة، خاصة إذا كان الأخير “متأقلمًا” مع المجتمع السويدي.