دال ميديا: في محاولة جديدة لإعادة ضبط الإيقاع الأمني الهش، أصدرت مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، بياناً فندت فيه البنود المتفق عليها لضبط الوضع في محافظة السويداء، وذلك بعد اجتماع موسع ضم شيوخ العقل الثلاثة (حكمت الهجري، يوسف جربوع، حمود الحناوي)، بالإضافة إلى أعيان المحافظة وممثلين عن الفصائل العسكرية.
وجاء في بيان الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية، عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، التأكيد على الالتزام الكامل بمخرجات الاجتماع الذي عقد الخميس، والذي أفضى إلى جملة من البنود الأساسية أبرزها:
- تفعيل قوى الأمن الداخلي (الشرطة) من أفراد سلك الأمن الداخلي سابقا، وتفعيل الضابطة العدلية من كوادر أبناء محافظة السويداء حصرا، وبشكل فوري.
- رفع الحصار عن مناطق السويداء، جرمانا، صحنايا، وأشرفية صحنايا، وإعادة الحياة إلى طبيعتها فورا.
- تأمين طريق دمشق – السويداء وضمان سلامته وأمنه، تحت مسؤولية السلطة، وبشكل فوري.
- وقف إطلاق النار في جميع المناطق.
- يُعتبر أي إعلان يخالف هذه البنود أو يتجاوزها، إعلانا أحادي الجانب.
كما شدد البيان على أن أي إعلان أو تصرف يخالف هذه البنود يعتبر بمثابة إعلان أحادي الجانب لا يعبر عن موقف المجتمع المحلي.
رسالة السويداء: الوحدة فوق كل اعتبار
محافظ السويداء، مصطفى البكور، أكد في تصريحات لوسائل إعلام محلية أن “موقف الطائفة الدرزية يميل إلى خيار الدولة وسيادة القانون”، موضحًا أن الاتفاق جاء بمبادرة محلية “لإنهاء حالة الفوضى التي أثقلت كاهل الناس”.
وأوضح البكور أن الاتفاق يهدف إلى “دحض الشائعات حول نوايا الانفصال”، مؤكدًا أن “السويداء كانت وستبقى جزءًا لا يتجزأ من سوريا، وترفض أي محاولات تقسيم أو اعتداءات خارجية”.
وأشار إلى وجود تواصل مستمر مع مشايخ العقل، الذين أعربوا عن التزامهم بالاتفاق، رغم وجود بعض المشاورات لتعديل بعض البنود. وأكد أن “الأمور تسير في الاتجاه الصحيح” رغم بعض المخاوف التي تتلاشى تدريجيًا مع تعميق جسور الثقة بين الدولة وأهالي السويداء.
وفي خطوة عملية، أعلنت محافظة السويداء، الجمعة، بدء تفعيل جهاز الأمن العام وانتشار العناصر الأمنية لحفظ الاستقرار.
كما جدد شيوخ العقل ووجهاء الطائفة الدرزية، عبر بيان رسمي، رفضهم لأي مشروع انفصال أو انسلاخ عن الدولة السورية، مطالبين بتفعيل وزارة الداخلية والضابطة العدلية عبر عناصر محلية من أبناء المحافظة.
رغم الاتفاق… الواقع الميداني متقلب
وبرغم هذه التفاهمات والبيانات الإيجابية، إلا أن الوضع على الأرض لا يزال حساسًا.
مصادر محلية تشير إلى أن تنفيذ الاتفاق يواجه تحديات واقعية، وسط توتر ميداني بين مختلف الأطراف.
وبينما تأمل السويداء أن تكون هذه التفاهمات خطوة أولى نحو الاستقرار، يبقى السؤال الأهم معلقًا: هل تستطيع الأطراف ترجمة البنود على الأرض قبل أن تسبقها الأحداث؟