دال ميديا: فيما يتزايد إقبال الشباب على دواء فيناسترايد (Finasterid) لمواجهة تساقط الشعر، تزداد أيضًا التحذيرات من آثاره الجانبية الخطيرة. فقد أصدرت وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) تحذيرًا جديدًا بشأن احتمال وجود صلة بين الدواء وظهور ميول انتحارية لدى بعض المستخدمين، ما يفتح ملفًا حساسًا عن الثمن النفسي والجسدي الذي قد يدفعه الشباب مقابل الحفاظ على شعرهم.
على مدى عشر سنوات فقط، تضاعف عدد مستخدمي الدواء من الرجال السويديين بين 20 و44 عامًا، من نحو 2000 إلى 9400 مستخدم. ورغم أن فيناسترايد معروف بفعاليته في تقليل مستويات هرمون DHT المسؤول عن تساقط الشعر، إلا أن بعض آثاره الجانبية تتجاوز مجرد العجز الجنسي أو الاكتئاب.
التحذير الأخير استند إلى تحليل 325 حالة تم الإبلاغ عنها، معظمها مرتبطة باستخدام الدواء لأغراض تجميلية وليس طبية. وبينما لم تُحدد بعد نسبة انتشار هذه الآثار، فإن المخاوف تتصاعد.
“بعضهم لا يخرج من آثارها حتى بعد التوقف”
ستيفان أرڤر، أستاذ واستشاري في مستشفى كارولينسكا الجامعي، أشار إلى أن هذه الآثار تصيب بعض المستخدمين حتى بعد التوقف عن تناول الدواء:
“هناك من يعلق في دائرة الأعراض الجانبية، حتى بعد زوال مفعول الدواء. وغالبًا ما يكونون من أصحاب القلق الصحي أو الاضطرابات النفسية الكامنة.”
ويضيف أن تساقط الشعر يشكل ضربة نفسية عميقة للرجال الشباب، خاصة بين سن 18 و25، حين تكون صورة الذات وهشاشتها في أوجها.
من المرض إلى المعنى الوجودي
الكاتب والصحفي بيورن فيرنر وصف تجربة تساقط الشعر عند الذكور بأنها واحدة من أكثر التجارب “الوجودية” التي يتجنبها المجتمع الحديث.
“إنها تذكير قاسٍ بأنك تكبر… وأنك فانٍ،” يقول فيرنر، مشيرًا إلى أن الحديث عن الموضوع يحرر الكثير من مشاعر القلق المكبوتة.
ورغم كل ذلك، يشدد الأطباء على أن الدواء لا يقدم معجزات، بل يتطلب علاجًا طويل الأمد وتأثيرًا محدودًا، إذ يعود تساقط الشعر عادة بعد إيقافه.
“نحتاج إلى تقبّل الصلع أكثر، لأن الحياة تستمر بعد الشعر”، يختم أرڤر.
المصدر: tv4