منذ الغزو الروسي لأوكرانيا ، تدرس فنلندا والسويد التقدم بطلب للحصول على عضوية الحلف العسكري لحلف شمال الأطلسي، الأمر الذي من شأنه أن يمثل تحولًا رئيسيًا في سياسة منطقة الشمال.
بحسب تقرير لـ رويترز، اشارت فيه ان انضمام فنلندا والسويد الى حلف الشمال الاطلسي، اذا ما حدث، سوف تكون بداية مرحلة تحول كبيرة في سياسة بلدان الشمال الأوروبي.
الأيام القادمة حاسمة
ذكرت صحيفة Iltalehti الفنلندية يوم الأحد نقلاً عن مصادر حكومية فنلندية لم تسمها، أن فنلندا ستقرر في 12 مايو التقدم بطلب لعضوية الناتو.
وأشارت الصحيفة، الى انه سيتم انجاز الامر بخطوتين، اولها، سيعلن الرئيس سولي نينيستو، موافقته على انضمام فنلندا الى الناتو. والثانية، ستقوم المجموعات البرلمانية بالموافقة على الطلب.
بحسب المصادر ذاتها، لن يكون هناك تصويت كامل في البرلمان الفنلندي على مشروع القرار، لكن قادة الكتل البرلمانية، سيمثلون برلمانييهم بإتخاذ القرار. كما أوردتها رويترز في تقريرها.
أما في السويد
بحسب ما جاء في تقرير رويترز، ففي السويد، يجري البرلمان مراجعة للسياسة الأمنية ، بما في ذلك إيجابيات وسلبيات الانضمام إلى الحلف الغربي العسكري، ومن المقرر أن تظهر النتائج في 13 مايو. وللذكر، فان الاغلبية المطلقة في البرلمان تدعم عضوية الناتو.
في موازاة ذلك ، سيجري الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم، وهو الحزب الأكبر في كل انتخابات على مدار المائة عام الماضية، “كما تصفه رويترز”، نقاشًا داخليًا في الفترة من 9 إلى 12 مايو/أيار حول ما إذا كانوا سيستغنون عن معارضتهم الشديدة للناتو، ام لا، ومن المنتظر ان يصل الحزب الى قرار اكيد، بحلول 24 مايو على أبعد تقدير.
إذا تقدمت فنلندا بطلب العضوية، فمن المرجح أن تفعل السويد الشيء نفسه، لأنها لن ترغب في أن تكون الطرف الخارجي الوحيد من بلدان الشمال الأوروبي. حيث انضمت دول الشمال الأوروبي الأخرى كـ النرويج والدنمارك وأيسلندا، إلى الناتو كأعضاء مؤسسين. تشير العديد من استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن غالبية السويديين يؤيدون انضمام بلادهم الى حلف الناتو، وهو أمر لم يسبق له مثيل قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكانت فنلندا والسويد طالبتا بالحصول على بعض الضمانات الأمنية من الدول الأعضاء في الناتو، بالدفاع عنهما اذا ما تعرضتا الى هجوم عسكري خلال الفترة الانتقالية والتي من المنتظر ان تدوم لفترة طويلة بحسب خبراء.
ضمانات أمنية
ويقول دبلوماسيون وخبراء عسكريون في الناتو، إن التصديق على قرار عضوية البلدين، يمكن أن يستغرق عامًا ، حيث يتعين على برلمانات دول الناتو الثلاثين الموافقة على أعضاء جدد.
وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، إن الدول يمكن أن تنضم “بسرعة” وأنه متأكد من إمكانية التوصل إلى ترتيبات للفترة الانتقالية.
ذكرت صحيفة افتونبلاديت اليومية السويدية أن الولايات المتحدة وبريطانيا وعدتا السويد “بزيادة الوجود العسكري والمزيد من التدريبات العسكرية المعمقة والدعم” السياسي القوي “من دول الناتو” خلال عملية التقديم المحتملة للناتو.
وكانت وزيرة الخارجية الفنلندية، بيكا هافيستو، قد قالت سابقاً، أن تقديم طلب العضوية في حد ذاته لن يضع الدولتين الاسكندنافيتين، تحت مظلة المادة 5 من الناتو ، والتي تضمن أن هجومًا على حليف واحد هو هجوم على الجميع.
وقال هافيستو “لكن في الوقت نفسه، لدى الدول الأعضاء في الناتو مصلحة في عدم حدوث أي انتهاكات أمنية خلال فترة تقديم الطلبات”، مضيفًا أن فنلندا يمكنها، على سبيل المثال، إجراء تدريبات عسكرية معززة مع أعضاء الناتو خلال تلك الفترة.
هذا وكان المسؤولين الروس، قد حذروا مراراً من “عواقب وخيمة” إذا انضمت فنلندا والسويد إلى الناتو، حيث اكدوا إنه سيتعين عليهم تعزيز قواتهم البرية والبحرية والجوية في بحر البلطيق، وأثارت إمكانية نشر أسلحة نووية في المنطقة.
الجدير بالذكر، ان فنلندا تشترك مع روسيا بحدود طول 1300 كيلومتر (810 ميل)، حيث تعتبر موسكو، شبه جزيرة كولا “معقل استراتيجي” و مفتاحًا للأمن القومي لروسيا. كما انها أيضًا موطن الأسطول الشمالي الروسي، وثاني أكبر مدينة في روسيا، سانت بطرسبرغ، تقع على بعد حوالي 170 كم من الحدود مع فنلندا.