السويد تبدء تحقيقاً جديداً حول أسباب غرق سفينة إستونيا عام 1994
قررت هيئة التحقيق في الحوادث السويدية (SHK)، إرسال بعثة ثانية لهذا العام، للتحقيق في أسباب غرق سفينة إستونيا الجاثمة في قاع بحر البلطيق، بهدف توثيق و تقييم الثقوب الموجودة في الجانب الأيمن من السفينة.
في نهاية شهر مايو/أيار، تم إجراء مسح بالليزر لحطام إستونيا وذلك خلال رحلة استكشافية من قبل مجلس التحقيق الإستوني في الحوادث.
هذا ومن المنتظر ان يتم إعادة فحص الحطام في الأيام المقبلة، بمساعدة المسح التصويري تحت إشراف الهيئة السويدية.
ويرجع سبب قيام هيئة التحقيق في الحوادث السويدية بفحص حطام السفينة الغارقة منذ 1994 هو الفيلم الوثائقي الذي تم بثه في عام 2020 تحت عنوان “إستونيا – الاكتشاف الذي يغير كل شيء”. حيث أظهر الفيلم الوثائقي، ثغرات لم تكن معروفة من قبل في الجانب الأيمن للسفينة، مما أدى إلى ظهور تكهنات جديدة حول الاسباب التي أدت الى غرق سفينة إستونيا و تسببت بكارثة تُعتبر أحد أسوأ حوادث الغرق في القرن العشرين، وتسبب في مقتل 852 من أصل 989 شخصاً كانوا على متنها، قضى معظمهم وهم نيام.
وفي تصريح لـ SVT، قال نائب المدير العام لـ SHK، يوناس بيكستراند، ما سنفعله الآن يتعلق بشكل أساسي بتوثيق السفينة بصورة فوتوغرافية والتقاط عدد كبير جدًا من الصور التي يمكن تجميعها معًا في صورة ثلاثية الأبعاد للسفينة، و ذلك بهدف رؤية كل التفاصيل وبوضوح تام، حتى نتمكن من تحليل اي ضرر لحق بالسفينة وقت غرقها.
كما سيقوم ممثلين عن الهيئة السويدية و الإستونية على متن طائرة من أجل قيادة و توجيه عملية التحقق. حيث يقدر ان تستغرق العملية ما بين 12 و 16 يومًا حسب ظروف الطقس و وضع حطام السفينة.
ووثقت التحقيقات التي أجريت في الصيف الماضي، عن وجود ثقوب غريبة في هيكل السفينة والتي اظهرها الفيلم الوثائقي عن حطام السفينة الغارقة في البلطيق. إلا انه تم اكتشاف أمور اخرى لم تكن ظاهرة في التحقيق الاساسي في الحادث الذي أجري عام 1994 اي وقت وقوع الحادثة.
ويقول يوناس بيكستراند، انه عند اكتمال الاستطلاعات و التحيقيقات والتي ستستغرق عدة أشهر، عندها سيتم إعلان النتيجة.
يذكر ان السفينة السياحية إستونيا غرقت ليلة 28 سبتمبر عام 1994 في بحر البلطيق وهي في طريقها من تالين عاصمة دولة إستونيا إلى العاصمة السويدية ستوكهولم. وقد وصل إجمالي عدد القتلى إلى 852. وكان على متنها وقت الحادث 989 راكبا.
تعتبر هذه الحادثة واحدة من أسوأ الكوارث البحرية في القرن العشرين. بعد كارثة تايتانيك، وثاني كارثة حطام السفن الأوروبية الأكثر دموية في وقت السلم، والسفينة الأكثر دموية في وقت السلم الذي حدث في المياه الأوروبية.
وخلصت لجنة تحقيق دولية عام 1997 إلى أن غرق إستونيا، يعود إلى خلل في نظام قفل الباب القوسي القابل للسحب، سمح للماء باجتياح السطح المخصص للسيارات.
لكنّ هذه الرواية بقيت موضع تشكيك، إذ برزت فرضيات أخرى، رجّحت إحداها أن تكون السفينة اصطدمت بغواصة، وأشارت ثانية إلى إمكان أن يكون انفجار حصل على متنها، فيما لم تستبعد ثالثة عملية روسية لمعاقبة إستونيا المستقلة حديثاً.
No Comment! Be the first one.