أثار قضية ترحيل سحر سلطاني، 22 عاماً، الفتاة الأفغانية والتي تعيش في السويد منذ سبعة سنوات و تدرس في جامعة تشالمرز في مدينة يوتوبوري، انتقادات واسعة وشديدة من قبل ممثلين عن الأحزاب السياسية في السويد. حيث يُعتبر قرار اللجوء في السويد هو الأكثر إثارة في أوروبا.
ان قضية سحر سلطاني، هي قضية استثنائية، كما تقول جامعة تشالمرز التي تدفع تكاليف دراستها بينما تنتظر إعادة النظر في قضية اللجوء الخاصة بها. وعبًر الكثيرين في جميع أنحاء البلاد عن استيائهم من قرار ترحيل سحر الى أفغانستان. بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة أفتونبلاديت.
وفقاً لما جاء في التقرير، انه لا يوجد بلد أوروبي أخر مثل السويد لديه نسبة منخفضة من قبول طلبات اللجوء للأفغانيين.
وبحسب بيانات مكتب الإحصاء الأوروبي يوروستات، كشفت ان السويد خلال الربع الأول من العام الجاري، كانت إيجابية اتجاه طالبي اللجوء الأفغانيين بنسبة 60 بالمائة.
أما في بلدان مثل إسبانيا وهولندا، فقد بلغت نسبة تصاريح الإقامة الممنوحة خلال نفس الفترة 99 بالمائة، وفي سويسرا كانت 98 بالمائة، وفي إيطاليا واليونان 95 بالمائة. أما النمسا فقد بلغت النسبة 93٪ بالمائة وفي ألمانيا 92٪ بالمائة.
يقول المتحدث باسم سياسة الهجرة في حزب الخضر، راسموس لينغ، انه لمن العار ترحيل سحر، انه امر سخيف تماماً.
ويضيف لينغ، ربما يتفاجئ الكثيرون بما يسمعونه من تشديد في سياسة الهجرة السويدية، وربما يتصورن ان الواقع ليس بهذا السوء، إلا انه عندما تتمعن في بعض الحالات، ترى ان ليس من الصواب التعامل مع الأشخاص بهذه الطريقة.
أما المتحدث باسم سياسة الهجرة في حزب اليسار، توني حدو يقول، عار على الحكومة السويدية و عليها تخجل من نفسها في قضية مثل قضية سحر. ويضيف، هذا ما آلت إليه الأمور الان، انها نتيجة التحول في سياسة الهجرة التي تم إجراؤها، حيث لا يتأذ إلا أشخاص مثل سحر.
يقول حدو ايضا، كانت السويد تود ان يتم الاشارة لها على انها صاحبة اسوء سياسة هجرة في أوروبا، أنه امر فظيع و انعكاس متعمد. ويجب الرجوع وإعادة النظر فيما يجري.
الكثيرون لا يحصلون على الحماية التي يستحقونها. يجب أن يفهم المرء أن أفغانستان هي أخطر مكان في العالم. عندما يتم ترحيل الأشخاص، يتم محاكمتهم أمام المحاكم الشرعية. هناك إبادة جماعية تحدث ضد المنتمين الى الهزارة. ما يجب على الحكومة فعله بدلاً من اتباع السياسة التي تنتهجها هو تسهيل الأمر على الأفغان الفارين. ويقول إنه من غير الممكن ترحيل الأشخاص إلى أفغانستان، كما يقول توني حدو.
أما روبرت هانا، عن حزب الليبراليين، فيقول أن هناك حاجة إلى تغيير القانون، ومن المهم أن يكون لدى مصلحة الهجرة السويدية، معلومات صحيحة ومحدثة حول البلدان.
وزير الهجرة السويدي، أندرس يغمان لم يعلق على حالة سحر ويقول مصلحة الهجرة ومحاكم الهجرة، هي التي تتخذ القرارات في هذه القضايا.
لودفيغ آسبلينغ عن حزب الديمقراطيين السويديين، يقول، قد يكون سبب بروز اسم السويد كدولة لم تكن إيجابية كالدول الأخرى بشأن ملف اللاجئين، هو حقيقة أن السويد لطالما اعتبرت بلدًا جذابًا للعديد من الذين يطلبون اللجوء في السويد لأسباب انتهازية واقتصادية بحتة. ليس من حق الإنسان القدوم إلى السويد من جزء مختلف تمامًا من العالم ويدفع السويديين تكاليف معيشته.
يقول هانز إيكليند المتحدث باسم سياسة الهجرة باسم الديمقراطيين المسيحيين، إن سيادة القانون لا تعتمد على عدد الرسائل الإيجابية التي يتم تقديمها مقارنة بالدول الأخرى، ولكنها تتعلق بالتقييم لأسباب تتعلق بالحماية.