قائد في الشرطة الهولندية: هولندا بلد المخدرات
أدت الكميات الهائلة من المخدرات الواردة إلى هولندا وخارجها إلى خلق اقتصاد موازٍ يتغلغل في المجتمع الهولندي بأكمله. ويقول جان سترويس، رئيس نقابة الشرطة الهولندية، ان ما يحدث هو تقويض لمفهوم الديمقراطية السائدة في البلاد.
يزعم جان سترويس، الذي يعمل رئيساً لنقابة الشرطة، منذ سنوات أن هولندا دولة مخدرات. أي أن هناك اقتصاد موازٍ ينافس الاقتصاد الرسمي. وقد أدى ذلك على سبيل المثال إلى ارتفاع أسعار المساكن وإلى استيلاء الشبكات الإجرامية على الشركات القانونية ومنها يتم غسل الأموال بكميات كبيرة.
أطلق على هولندا اسم “مخدر 2.0″، والسبب هو ان تجارة المخدرات أصبحت في مستوى عالً بحيث يضخ الكثير من المال في الاقتصاد القانوني الذي يتولى زمام الأمور. وفقاً لـ جان سترويس، ان ما يحدث من أمور في تجارة المخدرات والأعمال الغير القانونية، أصبح يشكل تهديداً كبيراً على النظام الديمقراطي للبلاد و يؤثر بشكل سلبي على اقتصاد الدولة.
كما أصبح الكثير من الناس يعيشون في ظل التهديدات و الضغوطات وحتى الاستغلال من طرف العصابات الإجرامية. خاصة السياسيين المحليين ورجال الاعمال وموظفي الخدمة المدنية والصحفيين والمحاميين. كلهم أصبحوا هدفاً للعصابات لتسهيل عملياتهم الإجرامية.
وما حدثت من أحداث التي أحاطت بما يسمى بمحاكمة مارينغو، خير مثال على ما يحدث في هولندا، اتهم 17 شخصًا من ما يسمى موكرومافيان بارتكاب ست جرائم قتل وعدة محاولات قتل. وتعرض والد الشاهد في المحاكمة للهجوم على نحو أدى إلى مقتل شقيقه وقتل محاميه وأخيراً الصحفي الذي ساعده بعد وفاة المحامي.
تسبب مقتل الصحفي المعروف بيتر آر دي فريس، في خوف كبير بين صحفيي البلاد. انهم يعملون بحذر وخاصة في قضايا تخص المجرمين. يقول الصحفي جينس أولد كالتر، انه عندما يقوم احد الصحفيين بنشر اسم مجرم، حينها عليه ان يعلم ان ما فعله سيكون له عواقب وخيمة على شخصه. والسبب ان الشبكات الإجرامية تحاول العمل في صمت تام من دون إحداث ضجة حول اعمالهم وعندما يرون ان احد الصحفيين نشر معلومات عنهم، عندها يتعرضون الى التهديد والوعيد.
غالبًا ما يحتاج المدعون والمحامون العاملون في الدعاوى القضائية ضد المجرمين الخطرين إلى حماية الشرطة هذه الأيام. حتى أن بعض الصحفيين عاشوا تحت التهديد. لم يكن الصحفي جينس أولد كالتر، بحاجة إلى مأوى بعد ويأمل ألا ينتهي به الأمر هناك. لكن البيئة الإجرامية الوحشية بشكل متزايد جعلته يعيد التفكير في وظيفته.
– هل يستحق ما يحدث، الموت من أجله؟ هل أريد أن يكبر أطفالي بدون أب؟ هل أريد أن يكبر أطفالي في دولة مخدرات؟ يقول جينس أولد كالتر، هذه هي الأشياء التي أفكر فيها.
المصدر: svt.se
No Comment! Be the first one.