هل السويد بلد البخلاء؟ ام ان هناك حملة متعمدة تستهدف الثقافة السويدية؟
تسبب وسم #Swedengate في جدل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، انهم يوجهون اتهامات للسويديين، “أنهم بخلاء” ولا يدعون أصدقاء ابنائهم الى تناول العشاء حين يكونون موجودين في المنزل. لقد انتشرت هذه الصفة عن السويديين على الانترنت كالنار في الهشيم.
تتسائل هيئة الدفاع النفسية السويدية! انها ليست حملة مناصرة للثقافة السويدية، بل يستهدفها بشكل مباشر.
بدأت القصة يوم الخميس الماضي، عندما طرح أحدهم سؤال على منتدى Reddit، يتسائل: “ما هو أغرب شيء واجهته في منزل شخص آخر بسبب ثقافته أو دينه؟”.
ومن بين أكثر من 16 ألف تعليق، أثار أحد المستخدمين باسم SamQari، زوبعة على المنتدى، عندما تحدث تجربته اثناء زيارة منزل صديقه السويدي. يقول ذلك الشخص “بينما كنا نلعب في غرفته، نادت والدته بأن الطعام جاهز. فطلب مني أن أنتظر في الغرفة، بينما ذهب يتناول الطعام برفقة عائلته وتركني من دون ان يدعوني الى تناول الطعام. كان أمراً جنونياً بالفعل”.
هناك البعض من السويديين لا يدعون أصدقائهم اثناء زيارتهم الى تناول الطعام مع عوائلهم، يتركونهم وحيدين في غرفهم، بينما يتناولون طعامهم مع أسرهم. لقد شكًل هذا التعليق بصدمة للكثيرين حول الثقافة السويدية وهل هم بالفعل بخلاء.
لقد كانت هذه المشاركة من المستخدم SamQari، نقطة البداية لـ وسم #Swedengate، الذي انتشر بسرعة من المنتدى الى منصة تويتر ومن بعدها الى الكثير من المواقع الاخبارية الالكترونية، مثل نيويورك تايمز الأمريكية و صحيفة The Independent.
هيئة الدفاع النفسي السويدية التي تأسست منذ بداية شهر يناير/كانون الثاني 2022 لمواجهة المعلومات الخاطئة و التضليل الإعلامي ضد السويد، تقول، ان هذا ليس هجوماً مستهدفاً على السويد. وبغض النظر عن ما يقال، فإن وسم #swedengate ليس كما يظنه البعض بانه مفتعل.
ميكائيل أوستلوند، مدير الاتصالات في الهيئة، قال، لسنا متأكدين من ان هناك حملة منسقة، لقد رآها الكثيرين، انهم يشاركون الوسم على نطاق كبير.
في الآونة الأخيرة، وخاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، حذرت السلطات السويدية من حملات تضليل إعلامي و نشر معلومات مضللة عن السويد. إلا ان هذه لا تعتبر من الحملات التي يتم استهداف السويد من خلالها، كما تقول الهيئة.
وحول هذا الموضوع، تحدث هوكان يونسون، استاذ الإثنولوجيا (علم متخصص بدراسة طبائع الناس) في جامعة لوند، لأفتونبلادت ، انه يمكن ان تكون لعادة عدم دعوة الصديق الى المائدة، جذور عميقة تتلخص في ظاهرتين تاريخيتين مختلفتين، الأولى أن المجتمع السويدي، وبسبب الاوضاع الاقتصادية، كانت العوائل الفلاحية بحاجة الى التقنين على موائد الطعام ايضا كانت هناك حاجة إلى الاقتصاد في الطعام فلم يكن ممكناً تخزين الطعام لفترة طويلة بعد الحصاد. لذلك لم يكن معتاداً أن يقدم الناس وجبات عشاء مجانية لبعضهم”.
أما الظاهرة الأخرى، فقد تكون متعلقة بمفهوم ان دعوة طفل ليس من العائلة الى تناول الطعام، كأنك تقول بأن الطفل لم يحصل على ما يكفي من الطعام في منزله، وأن الوالدين لم يعتنوا بالطفل. كما أنه نابع من قانون الذكور، أنه لا ينبغي لأحد أن يشعر “الآن لقد قدموا لطفلي الطعام. الآن لا بد لي من ردً الدين “. يقول يونسون، إن هناك مجاملات مختلفة تتعارض.
لكن السويديون جيدون في تقديم القهوة
يقول يونسون تعيبقاً على ذلك، ذلك صحيح تماماً، لقد كان تقديم القهوة أو كما تسمى بالسويدية “فيكا”ن بديلاً جيداً لعدم الدعوة الى الطعام، كما أنه لا يهدد مخزون العائلة من الطعام. لطالما تجمع السويديون حول الاطعمة الخفيفة والمشروبات، خصوصاً في المناسبات المخططة مسبقاً. ويضف استاذ الإثنولوجيا، انه لا يعتقد بان السويديين كانوا سيحظون بثقافة الـ “فيكا” جيدة لو لم يكونوا عانوا سابقاً من ضيق في مخزونات الطعام”.
المصدر: أفتونبلاديت
No Comment! Be the first one.